خبر عاجل

في تطور لافت، سجّل الذهب في البورصات العالمية، اليوم الخميس، مستوى قياسيا غير مسبوق، متجاوزا للمرة الأولى في تاريخه حاجز 4400 دولار للأونصة، بحسب بيانات التداول. وبحلول الساعة 19:17 بتوقيت ...

اوباما يتراجع عن تصريحاته والانقسام يتنامى حول مسجد 11 ايلول بنيويورك

تاريخ النشر: 15 أغسطس 2010 - 06:41 GMT
صورة ارشيفية من اعتداءات 11 ايلول
صورة ارشيفية من اعتداءات 11 ايلول

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم السبت انه يؤيد حق المسلمين في بناء مركز ثقافي قرب موقع هجمات 11 أيلول / سبتمبر 2001 في مدينة نيويورك ولكنه لن يعلق على "حكمة" مثل هذا التحرك.

وجاءت تصريحات اوباما بعد التصريحات التي أدلى بها خلال مأدبة إفطار أقيمت الجمعة في البيت الأبيض وبدا فيها انه يعرب عن تأييده لبناء مركز يسمى بيت قرطبة قرب موقع هجمات 11 أيلول / سبتمبر في لور مانهاتن.

ويعترض الأميركيون في كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ومن بينهم كثيرون من سكان نيويورك على هذا المشروع.

وأثارت التصريحات التي أدلى بها اوباما يوم الجمعة انتقادات من جانب المحافظين وآخرين وسعى الرئيس لتوضيحها خلال زيارة لفلوريدا يوم السبت .

وقال اوباما للصحفيين أثناء زيارة ساحل الخليج الأميركي "لم أكن أعقب ولن أعقب على حكمة اتخاذ قرار إقامة مسجد هناك".

"كنت أعقب تحديدا على حق الناس الذي يرجع إلى تأسيس الولايات المتحدة. هذا هو ما يعنيه بلدنا."

وصرّح اوباما يوم الجمعة بأنه يعتقد أن المسلمين لهم نفس الحق في ممارسة دينهم مثل أي شخص آخر في الولايات المتحدة.

وقال "وهذا يشمل حق بناء مكان عبادة ومركز اجتماعي على أرض خاصة في لور مانهاتن وفقا للقوانين والقواعد المحلية."

وفي وقت سابق من الشهر الحالي مهدت لجنة بمدينة نيويورك الطريق أمام إقامة بيت قرطبة وهو مبنى مؤلف من 13 طابقا يضم غرف اجتماعات وساحة صلاة وقاعة للاجتماعات العامة وحمام سباحة.

وشنت كثير من عائلات قتلى الهجمات حملة لمنع بناء المسجد قائلة انه سيكون خيانة لذكرى الضحايا.

وأدت تصريحات اوباما إلى وضعه في خضم نقاش سياسي مثير للخلاف قبل أشهر من انتخابات نوفمبر تشرين الثاني التي من المتوقع أن تسفر عن خسارة كبيرة للحزب الديمقراطي بزعامة اوباما وإلى تحول محتمل في السلطة في الكونغرس للجمهوريين المعارضين .

ودعا أيضا ساسة محافظون مثل سارة بالين المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس ونيوت غينغريتش وهو رئيس جمهوري سابق لمجلس النواب إلى إلغاء المشروع.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن تصريحات اوباما يوم السبت لا تمثل تراجعا عن التصريحات التي أدلى بها خلال حفل الإفطار.

وقال بيل بورتون للصحفيين في رسالة عبر البريد الالكتروني "الرئيس لم يتراجع بأي شكل عن التصريحات التي أدلى بها الليلة الماضية".

"ما قاله الليلة الماضية وأكده اليوم هو انه إذا كان من الممكن بناء كنيسة أو معبد أو معبد هندوسي في مكان ما فلا يمكن ببساطة حرمان هؤلاء الذين يريدون بناء مسجد من هذا الحق".

واظهر استطلاع للرأي نشر يوم الأربعاء أن الأميركيين على مختلف أطيافهم السياسية يعارضون بناء هذا المشروع قرب موقع هجمات أيلول / سبتمبر.

وأشار الاستطلاع إلى أن نحو 70 في المئة من الأميركيين يعارضون المشروع من بينهم 54 في المئة ديمقراطيون و82 في المئة جمهوريون و70 في المئة مستقلون.

ووصف جون بوينر زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي " موافقة" اوباما على بناء المركز قرب موقع الهجمات بأنها أمر مثير للقلق.

وقال "حقيقة أن يكون من حق احد فعل شيء ما لا يجعل بالضرورة ما يفعله هو الصواب" .

"هذه ليست قضية قانونية أو حرية دينية أو تقسيم مناطق محلية . هذه قضية أساسية تتعلق باحترام لحظة مفجعة في تاريخنا".

وقال جاري بوير رئيس جماعة "القيم الأميركية" المحافظة غير الربحية إن تصريحات اوباما أظهرت أن الرئيس فقد الاتصال بمواطنيه.

وأردف قائلا في بيان أن "هذا القرار الأخير دليل ايجابي على أن الرئيس لا يفهم قيم ومشاعر الشعب الأميركي ولاسيما في الوقت الذي مازلنا فيه في حرب حول العالم مع الجهاديين".

ولكن النائب الديمقراطي جيرولد نادلر الذي تشمل منطقته موقع هجمات أيلول / سبتمبر أثنى على اوباما.

وقال إن "الحكومة ليس لها شأن بتقرير ما إذا كان يجب أو لا يجب إقامة دار عبادة للمسلمين قرب المنطقة صفر". مشيرا إلى مكان هجمات 11 أيلول / سبتمبر.

انقسام بين الأميركيين على بناء المسجد

ومنذ أن حصلت مجموعة خاصة الأسبوع الماضي على الحق في هدم مبنى في نيويورك بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي المدمر بنية بناء مسجد، تسبب المشروع في حالة انقسام عميقة بين الأميركيين والساسة.

ويقرب المسجد من منطقة (45 47 بارك بليس) في لوير مانهاتين القريبة جدا من موقع (غراوند زيرو) حيث كان مركز التجارة العالمي الذي دمر خلال هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.

وكانت مجموعة من المسلمين اشترت المبنى في 2009 وبدأت في إقامة الصلاة فيه.

 وعلى خلفية قرار الأسبوع الماضي بأن ذلك المبنى لا يشكل معلما مهما ويمكن إزالته، أبدت هذه المجموعة رغبتها في بناء مسجد من 15 طابقا ومركز للثقافة الإسلامية في الموقع.

ومع اقتراب الموعد الذي يجري فيه إحياء الذكرى التاسعة لتلك الهجمات الإرهابية التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 2700 شخص، تتصاعد الخلافات بشأن المشروع.

وأبدى حاكم نيويورك، ديفيد باترسون، تأييده لفكرة بناء مسجد، لكن على أن يكون بعيدا جدا من (غراوند زيرو). واختلف معه عمدة المدينة، مايكل بلومبيرج، قائلا إنه لا ينبغي على الحكومة التدخل في الحرية الدينية.

وسبق لبلومبيرج أن حاول إقناع المعارضين بذلك منذ أن صوتت لجنة الحفاظ على معالم نيويورك بنسبة 9-0 الأسبوع الماضي ضد منح المبنى صفة المعلم.

وفتح ذلك القرار الطريق أمام بناء مبنى جيد بدلا من ذلك المبنى الذي يصل تاريخه إلى 125 عاما والمعروف حاليا باسم (بارك 51) من قبل الجهة المطورة له (ذا كوردوبا إنستيتيوت)، وهي تعتزم إنفاق 100 مليون دولار على بناء المركز الثقافي الذي يضم مسجدا وصالة ألعاب رياضية ومنشآت أخرى.

وقال بلومبيرج الأربعاء الماضي في ظهور مشترك مع باترسون: إنني أخطركم فقط بأنني أرى دائما أنه لا ينبغي على الحكومة أن تتدخل في تحديد من تصلون له وما تقولونه أو أين تقولون ذلك.

 

ودخل باترسون على خط الخلاف من خلال نزع صفة عقار مملوك للدولة عن هذا الموقع في محاولة لإحباط المعارضة المتنامية لـ "مسجد جراوند زيرو"، كما يصفه المعارضون.

ويخطط المعارضون لإطلاق حملة بنشر ملصقات في ربوع شبكة الترام والحافلات الكبيرة في نيويورك قبل الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.

ومن بين من يعارضون بناء ذلك المسجد: سارا بلين، المرشحة لمنصب نائب الرئيس في انتخابات 2008 وبعض أعضاء حركة تي بارتي المحافظة ورابطة مكافحة التشهير اليهودية إلى جانب بعض أفراد أسر أولئك الذين لقوا حتفهم في تلك الهجمات الإرهابية.

وقال باترسون: نحن لا نتحدث عن دمج الكنيسة والدولة.. أتمنى أن يتم تنفيذ ذلك النوع من التفاهم الثقافي الذي نحاول الترويج له الآن عندما يقومون ببناء المركز.

وأضاف: ما أردت فعله هو أن أجري حوارا بشأن مشاعر الآخرين.. نحن حقا جميعا ضحايا وربما نكون فقط بحاجة إلى أن يفهم بعضنا الآخر".

واعتبر باترسون أن سكان نيويورك لا يزالون يعانون من هجمات 11 أيلول/ سبتمبر وفكرة إقامة مركز إسلامي بالقرب من غراوند زيرو سوف تثير مشاعر هائلة من الغضب والإحباط.

ويتولى الترويج للمشروع إمام يعمل في نيويورك منذ وقت طويل وهو فيصل عبد الرؤوف وزوجته اللذين يروجان لفكرة بناء مركز إسلامي منذ أعوام، وهما يخططان لتقديم طلب إلى السلطات بشأن بناء ذلك المركز كمنظمة غير ربحية والسعي نحو جمع التمويلات من أجل بنائه.