الآن وبعد مقتله، يبدو ان زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، أخذ معه الكثير من الأسرار. أحد الأسئلة المثيرة للاهتمام، والتي نحن نتعامل معها بطبيعة عملنا، هي ثروة بن لادن. بالطبع، من الصعب الإجابة على هذا السؤال بدقة خاصة وأن زعيم تنظيم القاعدة تمكّن من الإختفاء عن أعين المخابرات الأمريكية وأعوانهم لمدة 10 سنوات، كما وأنه عرف كيفية الحفاظ على مصادر تمويله في الخفاء.
كانت هناك محاولات في الماضي لتقديم أرقام حول ثروته الشخصية، ولكن يبدو أن لا أحد يملك الجواب الصحيح. شيء واحد هو واضح وهو أن أسامة بن لادن لم يعاني من نقص الموارد حتى آخر يوم في حياته، كما جاء في موقع "نقودي.كوم".
وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، قدّر الرئيس السابق لجهاز المخابرات السعودي، الأمير تركي الفيصل، ثروة أسامة بن لادن بما يصل إلى 50 مليون دولار فقط، وهو ما يقل كثيراً عن الـ 300 مليون دولار التي ذكرت تقارير كثيرة أنه ورثها عن والده، وأشار إلى أن هذه الأموال قد تكون مودعة في حسابات مصرفية سرية.
وقال الأمير تركي أن الأرقام في الغرب عن ثروة بن لادن تتراوح بين 1 إلى 3 مليارات دولار، غير أن تقديراته عندما كان رئيساً للمخابرات العامة لم تزد عن 40 إلى 50 مليون دولار.
وأضاف الأمير السعودي أن أموال بن لادن مخفية على الأرجح في حسابات مصرفية سرية أو تحت اسم آخر.
وذكرت تقارير في السابق أن بن لادن حصل على 300 مليون دولار كنصيب له في شركة المقاولات المملوكة لأسرته، لكن صحفي عربي قال أنه أجرى مقابلة مع بن لادن عام 1996 نقل فيها عنه قوله أنه خسر ما بين 150 إلى 160 مليون دولار في مشروعات إنشائية وزراعية في السودان التي عاش فيها لبعض الوقت في أوائل التسعينيات، وأنه بقيت معه ملايين قليلة.
ويذكر ان لجنة تحقيقات أمريكية استنتجت في عام 2004 أن ثروة أسامة بن لادن لم تموّل القاعدة كما لم تكن القوة الدافعة وراء التنظيم. وخلصت اللجنة إلى أن القاعدة تملك العديد من مصادر التمويل، كما أنه بمقدورها إيجاد قنوات جديدة بسهولة، علماً أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 لم تكلفها سوى ما بين 400 ألف إلى 500 ألف دولار أمريكي، وفق وكالة الأسوشيتد برس.
وبالرغم من فشل الحكومة الأمريكية في تحديد مصادر تمويل الهجمات، غير أن اللجنة توصلت إلى أن بن لادن لم يموّل التنظيم من ثروته الشخصية.
وجاء في تقرير لجنة 11/9، "قدّرت وكالة الاستخبارات الأمريكية تكلفة استمرار القاعدة في أنشطتها قبيل الهجمات، بحوالي 30 مليون دولار كل عام، جمعت غالبيتها من التبرعات."
