ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق موسم دراما رمضان 2019، رغم الاضطرابات التي عانت منها السوق الدرامية والغموض الذي شهدته الكثير من المسلسلات، ولكن هناك لونين في الدراما أصبحا عرضًا مستمرًا في رمضان، هما "الأكشن والكوميديا".
وأصبح اتجاه المنتجين لهذين اللونين، الطريق السهل لتحقيق الجاح والتفوق، واكتساب المشاهدات العالية في السباق الرمضاني، ما يعود بالفائدة المادية عليهم، ولكنه يحصر الأعمال الدرامية في لونين فقط دون الاهتمام بالتنوع المنشود.
دراما الأكشن
يؤكد النجم المصري ياسر جلال، تواجده في دراما رمضان للعام الثالث على التوالي، حيث ينافس بمسلسل "لمس أكتاف"، ويُجسد دور الملاكم "أدهم"، الذي يتورط في أعمال إجرامية، وعندما يقرر التوبة رغبة في حياة آمنة مستقرة، يتم مطاردته من عصابات ورجال المافيا.
ولكونه من ذوي القدرات الخارقة، يتحول الفنان المصري محمد عادل إمام، من شاب عادي، إلى شاب يُلقبه أهالي منطقته الشعبية بـ"هوجان"، فهو الذي يسحب سيارات بيده دون مساعدة أحد، ويثني العملات المعدنية بأصابعه وفمه، ويبرع في أكل الزجاج، وبهذه الخطوات تشيع شهرته ليُصبح واحدًا من صفوة المجتمع.
ولا تخلو أعمال النجم المصري محمد رمضان، من طابع الأكشن، باستعراض قوته الجسدية، وعضلاته المفتولة، حيث يقوم ببطولة مسلسل "زلزال"، الذي تدور أحداثه في فترة زلزال 1992، ويشاركه البطولة حلا شيحة وماجد المصري، وغيرهم.
فيما يظهر الفنان المصري مصطفى شعبان بلغة القوة مع جرعة من الأكشن واستعراض الحركة والفنون القتالية، من خلال مسلسل "أبو جبل"، فهو شاب رياضي يمتلك عضلات ضخمة، ويشاركه العمل نجلاء بدر، مريم حسن، دياب، عائشة بن أحمد، وغيرهم.
دراما الكوميديا
تصل الأعمال الكوميدية في دراما رمضان 2019، إلى نحو 5 أعمال، وهو رقم كبير، مقارنة بالمطالبة في التنوع، ويأتي أحمد فهمي، بمسلسل "الواد سيد الشحات"، على رأس النجوم الذين بدأوا التصوير مبكرًا برفقة خطيبته هنا الزاهد، ومشاركة العديد من ضيوف الشرف بينهم هيفاء وهبي وأكرم حسني.
وتخوض النجمة المصرية دنيا سمير غانم، دراما رمضان 2019، بمسلسل "بدل الحدوتة 3"، والذي يتضمن 3 قصص كل قصة منها يتم عرضها في 10 حلقات بمشاركة نجوم مختلفين، ويشارك معها لأول مرة زوجها الإعلامي رامي رضوان، في إحدى الحلقات.
ويدخل الفنان الشاب على ربيع، المنافسة الكوميدية، بمسلسل "فكرة بمليون جنيه"، والذي يعتمد فيه على الإفيهات الكوميدية التي يتميز بها ويشاركه العمل كريم عفيفي، وعدد من نجوم مسرح مصر.
فيما تدخل النجمة مي عز الدين، المنافسة الكوميدية لأول مرة من خلال مسلسل "البرنسيسة بيسة"، وتدور أحداثه داخل حارة شعبية تعيش فيها بطلة العمل بيسة، وتعمل ”طبّالة“ بالأفراح الشعبية، كما تجسد شخصية أخرى وهي المرأة العجوز ”سكسكة“، التي تتجاوز الستين وتعيش بنفس الحارة، مع بيسة.
وينافس الفنان الشاب مصطفى خاطر، بمسلسل "طلقة حظ"، ويتعاون فيه مع المخرج حسام علي، وهي التجربة الثانية له في البطولة المطلقة، بعد نجاح مسلسله الذي عُرض في رمضان الماضي بعنوان "ربع رومي".
العمل الديني "الخاسر الأكبر"
وسط هذه التنوعات على الشاشة، بين الأكشن والكوميديا، إضافة إلى جرعة من أعمال الدراما الاجتماعية، ودراما الإثارة والغموض، تواصل الدراما الدينية غيابها عن الساحة الرمضانية، المستمر منذ سنوات طويلة، وأصبح المسلسل الديني لا مكان له.
آراء النقاد
قال الناقد المصري طارق الشناوي، إن المنتجين يزحفون نحو ما يطلبه الجمهور، وهذه حجة واهية، لأن الأعمال الدرامية التي تتناول "الأكشن"، مادة سهلة ومستهلكة، كما أننا لا نُجسد الأكشن على الشاشة بطريقة صحيحة تلفت انتباه المشاهد.
وتابع الناقد المصري، في تصريح لـ"البوابة"، إن غياب القصة الجيدة والإمكانيات التكنولوجية، هي الأسباب الحقيقية وراء عدم نجاحنا في "الأكشن"، والدليل أنه وقت "الأزمة"، يتم الاستعانة بطاقم تدريب أكشن من الخارج.
وأضاف طارق الشناوي، أن الجرعة الكوميدية لابد منها في رمضان، حيث يتجمع الكثير من العائلات على الموائد في المنازل أو الأماكن العامة، وهو ما يُعطي الفرصة لنجاحها.
وأكدت ماجدة خير الله، لـ"البوابة"، أن المسلسلات الدينية ستظل غائبة عن الدراما الرمضانية، لأن الاعتماد أصبح على مؤلفي الورش الفنية للكتابة، وهذا لا يُشجع المنتجين على إخراجها للنور.
وأشارت إلى أن المسلسلات الدينية، ليست سهلة، بل تحتاج إلى خبرة وثقافة واسعة، وستظل بالفعل "الخاسر الأكبر"، في الصناعة.
للمزيد من قسم اخترنا لكم: