عاش حياته أعزبًا وكرسها للفن، هو "ابن الباشا" الذي يتمتع بالثراء حتى أن الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر ورث منه الكثير من الأطيان، "اراضي زراعية".. هكذا كانت حياة الفنان المصري الراحل زكي رستم الذي يحلّ اليوم الجمعة ذكرى ميلاده الـ118.
الفنان العبقرى زكي رستم، عرفه الجمهور بحبه الشديد للفن، وعاش معه الجمهور زمن الفن الجميل، حيث أثرى السينما المصرية بأهم مجموعة راقية من الأفلام، ورفض العالمية حتى لا يعادى وطنه، ومات وحيدًا دون زوجة أو ابن.
وبتلك المناسبة ترصد "البوابة" أهم المحطات في حياة زكي رستم.
مولده
ولد زكي محرم محمود رستم، الشهير فنيًا باسم "زكي رستم" في 5 مارس 1903، عشق التمثيل منذ الصغر، وكان يخرج مع مربيته لمشاهدة الموالد وعروض الأراجوز، وعندما كان طالبًا في المرحلة الابتدائية كان يذهب مع أسرته لمشاهدة العروض المسرحية التي تقدمها فرقة جورج أبيض. ويُحكى أنه في إحدى المرات شاهد جورج أبيض وهو يؤدي شخصية "أوديب" في مسرحية "أوديب ملكًا"، فعاد لمنزله وحاول استرجاع طريقة تمثيله.
بزوغ موهبته الفنية
كانت "السرايا" مقامة علي مساحة 5 أفدنة، ومقسمة إلى 50 غرفة، وفي بدروم هذه "السرايا" أقام "رستم" أول مسرح في حياته، حيث كان ينتهز فرصة سفر أبيه إلى المنصورة ليباشر الأرض الزراعية، ويأخذ "الطرابيزات و"ستائر البيت والمفارش ويصنع بها المسرح.
أما أبطال المسرحية فهم شقيقاته البنات وأخوه الأصغر عبدالحميد ومجموعة الخدم والمربيات، ويقوم هو بكتابة المسرحية وإخراجها، كانت كل هذه المسرحيات تجري في السر لا يعلمها أحد سوى المشتركين فيها. بعدها أفشت المربية الإيطالية جوزفين السر إلى والدته التي نهرته بشدة، وصادرت الملابس والأدوات التي كانوا يستخدمونها في بناء المسرح، وسرعان ما علم والده أيضًا بهذا السر فهدد بحبسه في العزبة حتى يستقيم.
دراسته
نال زكي رستم، شهادة البكالوريا عام 1924 ورفض استكمال تعليمه الجامعي وكانت أمنية والده أن يلتحق بكلية الحقوق، إلا أنه اختار فن التمثيل، وبعد وفاة الأب، تمرد على تقاليد الأسرة العريقة معلنًا انضمامه إلى فرقة جورج أبيض، ما أثار دهشة والدته أمينة هانم عبدالغفار. ووقتها قالت والدته "إن من يعمل بالفن فهو أراجوز وأنا لا أسمح للأراجوزات دخول منزلي"، وطردته من السرايا لأنه مثل سيئ لإخواته بعدما خيرته بين طريق الفن والتحاقه بكلية الحقوق فاختار الفن، وأصيبت فيما بعد بالشلل حتى وفاتها.
بدايته الفنية
كانت بداية زكي رستم في التمثيل من خلال سليمان نجيب، الذي كان والده صديقا لوالد رستم، فقدمه لعبد الوارث عسر الذي نجح في ترتيب لقاء مع جورج أبيض، وعندما رآه طلب منه أداء مشهد تمثيلي، وبعد نجاحه في أداء هذا المشهد بتفوق واضح، وافق على انضمامه لفرقته عام 1924. انضم إلى فرقة "رمسيس" مع أحمد علام في عام 1925، وأسند إليه أدوارا رئيسية، ووقتها أقنعه يوسف وهبي بأهمية الاحتراف وتقاضي أجر، وبالفعل تقاضى أول أجر شهري في حياته 15 جنيها، وكان من الأجور المميزة داخل الفرقة، حيث كان البطل الأول يحصل على 25 جنيها.
اشترك في 45 مسرحية كان أبرزها "مجنون ليلى، والوطن، ومصرع كليوباترا، وكرسي الاعتراف، والشيطانة، وتحت سماء إسبانيا، واليتيمة، وغيرها" إلى أن صدر قانون يمنع من يعمل بالمسرح من العمل بالسينما، وفي الوقت نفسه كان "رستم" قد وقع 5 عقود سينمائية فاضطر إلى الاستقالة من الفرقة وكان ذلك نهاية عهده بالمسرح.
أبرز جوائزه
في عام 1962، حصل على وسام الفنون والعلوم من جمال عبد الناصر.
فقد السمع في أحد أفلامه
عانى زكي رستم في أوائل الستينات من ضعف السمع، وأعتقد في البداية أنه مجرد عارض سيزول مع الأيام، وأنه بحفظه جيداً لدوره وقراءته لشفاه الممثلين أمامه قد يحل المشكلة، لكن هذا لم يحدث. وفي آخر أفلامه "إجازة صيف" كان قد فقد حاسة السمع تمامًا، فكان ينسى جملاً في الحوار أو يرفع صوته بطريقة مسرحية، وعندما كان المخرج يوجهه أو يعطيه ملاحظاته لا يسمعها، ما أحزنه كثيراً، حتى أنه في أحد المرات بكى في الأستوديو من هذا الموقف.
رفض العالمية
نظرًا لموهبته الفنية الكبيرة، عًرض عليه التمثيل في فيلم عالمي إنتاج شركة كولومبيا، لكنه رفض معلقاً "غير معقول اشتغل في فيلم يعادي العرب".
ورثه جمال عبدالناصر
قالت عنه ابنة شقيقه المهندس عبدالحميد بك رستم، المذيعة ليلى رستم، إن "شخصية زكي رستم كانت مهابة ومخيفة ورغم أن زياراته لنا كانت قليلة إلا أننا كنا نخشاها ونحسب لها ألف حساب وفي نفس الوقت كانت جلساته ممتعة وخفيفة". وأضافت: "كان يتميز بخفة وحينما كنا نضحك على ذلك كان يتعجب من هذا الضحك لأنه لم يكن يريد أن يقاطعه أحد أو يعلق علي كلامه أحد".
وحكت "ليلى" في حوار مع الإعلامي مفيد فوزي عن عمها قائلة: "الفنان زكى رستم كان إنسانا غير عادى وهو فنان حقيقى بمعنى الكلمة"، معقبًة: "جمال عبد الناصر ورث زكي رستم بعدما أخذ الكثير من الأطيان التي كان يملكها دون وجه حق".
اعتزاله التمثيل
اعتزل زكي رستم التمثيل نهائيًا عام 1968 وابتعد عن الناس بعد فقدانه لحاسة السمع تدريجيا، وكان يقضي معظم وقته في القراءة ولعب البلياردو، بعد أن قدم أكثر من 240 فيلمًا لكن المشهور منها والموجود 55 فيلمًا.
مرضه ووفاته
أصيب زكي رستم بأزمة قلبية حادة نقل على إثرها إلى مستشفى دار الشفاء، كان قد أسلم الروح ولم يشعر به أحد ولم يمش في جنازته أحد.
للمزيد من قسم الترفيه:
مشاعل الجلعود تتراقص داخل سيارتها وتعلق "تأثير السكر"
ديمة بياعة تستعد لاستقبال طفلها الأول من زوجها أحمد الحلو.. ما القصة؟
الدكتور خلود ستخضع لعملية تجميل جديدة في هذا الجزء من جسدها...والجمهور يهاجمها!