عبد السلام النابلسي في ذكرى رحيله الـ 51

تاريخ النشر: 07 يوليو 2019 - 08:52 GMT
عبدالسلام النابلسي
عبدالسلام النابلسي
أبرز العناوين
عاش ملكًا وغادر الحياة مديونًا.. وأخفى مرضه بالقلب خوفًا من استبعاده
كان جده قاضي نابلس الأول وكذلك والده، ونشأ في وسط عائلة متدينة
لم تجد زوجته مصاريف الجنازة، فتولى صديقه الفنان فريد الأطرش

تحل اليوم الذكرى الـ 51 عاما، على وفاة مؤلف الكوميديا، الفنان عبد السلام النابلسي، الذي يظن ملايين العرب أنه مصري الجنسية، إلا أن النابلسي فلسطيني الأصل، مصري الخصال والطباع والتعليم.

وترصد لكم "البوابة" أبرز المحطات في حياة النجم الراحل، الذي طالما أسعد الملايين من الشعوب العربية، ومازال يسعدهم حتى الآن.

مولده ونشأته

ولد عبد السلام النابلسي، في 23 أغسطس 1899، وهو فلسطيني الأصل، ولد في لبنان وعاش وعمل في مصر.

كان جده قاضي نابلس الأول وكذلك والده، ونشأ في وسط عائلة متدينة، وعندما بلغ عبد السلام العشرين من عمره أرسله والده إلى القاهرة ليلتحق في الأزهر الشريف، فحفظ القرآن الكريم وبرع في اللغة العربية.

 

إتقانه عدة لغات

أتقن النابلسي اللغة العربية في الأزهر الشريف، هذا إضافة إلى إتقانه للفرنسية التي تعلمها في بيروت، في عام 1925.

 

 بداية عمله

عمل النابلسي بالصحافة الفنية والأدبية في أكثر من مجلة ومنها مجلة مصر الجديدة واللطائف المصورة والصباح.

 

عمله الفني      

جاءت الفرصة الأولى للنابلسي في السينما على يد السيدة آسيا في فيلم "غادة الصحراء" من إخراج وداد عرفي في عام 1929. وإن كان فيلم «وخز الضمير» في عام 1931 للمخرج إبراهيم لاما هو الذي فتح له أبواب السينما في الثلاثينيات في تلك الفترة بعدد من رموز الفن في ذلك الوقت منهم الأخوان لاما وتوجو مزراحي ويوسف وهبي وآسيا وأحمد جلال.

وفضل النابلسي عدم الاكتفاء بالتمثيل فقط وإنما عمل كمساعد مخرج في العديد منها وخاصة أفلام يوسف وهبي ولكنه في عام 1947 اضطر للتفرغ التام للتمثيل بعد فيلم "القناع الأحمر" وخاصة بعد ازدياد الطلب عليه بعد انتشار موجة أفلام الكوميديا ذلك الوقت.

 

 بدايته الفنية

وكانت بدايات النابلسي في أدوار الشاب المستهتر ابن الذوات ولم يكن مضحكا في أفلام عديدة منها "العزيمة" لكمال سليم 1939 و"ليلى بنت الريف" لتوجو مزراحي 1941 و"الطريق المستقيم" لنفس المخرج 1943 وغيرها.

وظهر النابلسي في عام 1955 مع عبد الحليم حافظ في فيلم "ليالي الحب" ثم "فتى أحلامي" 1957 و"شارع الحب" 1958و"حكاية حب" 1959 و"يوم من عمري" 1961.

ولعب البطولة في فيلم حلاق السيدات أما آخر أفلامه مع فريد الأطرش فكان في العام 1956 و"إزاي أنساك" كما شارك فاتن حمامة وعمر الشريف في فيلم "أرض السلام" للمخرج كمال الشيخ في العام 1957 وقام فيه بتجسيد دور شديد الإنسانية حيث لعب شخصية رجل فلسطيني يعيش مع عشيرته تحت الاحتلال الإسرائيلي ويبدو طوال الفيلم متخاذلا وجبانا لكن النهاية تكشف أنه أول من ضحى بحياته أثناء مساعدة الفدائي المصري في عملية خلف خطوط العدو.

وتقاسم النابلسي بطولة العديد من الأفلام مع الفنان إسماعيل ياسين، مع نهاية عام 1962 كان من المفترض أن يشارك عبد الحليم حافظ في فيلم "معبودة الجماهير" وهو الدور الذي قام به الفنان فؤاد المهندس.

 

هروبه إلى لبنان

رحل النابلسي إلى لبنان بعدما تفاقمت مشاكله مع الضرائب والتي بلغت 13 ألف جنيه في حينها ولم تفلح محاولاته والتي بدأها في عام 1961 لتخفيضها إلى 9 آلاف وأخذ يرسل لمصلحة الضرائب حوالة شهرية بمبلغ 20 جنيهاً فقط الأمر الذي يعني أن تسديد المبلغ المستحق عليه سيستغرق 37 عاماً.

واعتبرت مصلحة الضرائب، أسلوب النابلسي دليلاً على عدم جديته في السداد، فقررت بعد ثلاث سنوات من رحيله أي في عام 1965، الحجر على أثاث شقته المستأجرة في الزمالك والتي لم تكن بقيمة المبلغ المطلوب. وظلت القضية معلقة حتى وفاته في عام 1968 رغم تدخل العديد من رموز الفن في مصر وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم.

مساهمته في زيادة الأفلام بلبنان

عاش النابلسي في بيروت ملكاً وأصبح عام 1963 مديراً للشركة المتحدة للأفلام وساهم في زيادة عدد الأفلام المنتجة كل عام في لبنان ومثل في أفلام "فاتنة الجماهير" و"باريس والحب" و"أفراح الشباب" و"بدوية في باريس" و"أهلاً بالحب" وأهمها مع الفنانة صباح والتي كان شاركها من قبل في أفلام "شارع الحب" و"الرباط المقدس" و"حبيب حياتي".

 

لقبه أشهر عانس بالوسط الفني

وحقق النابلسي رغبته القديمة في الاستقرار الأسري بعد أن ظل متمتعاً بلقب أشهر عازب في الوسط الفني وحتى وصل إلى الستين من عمره وذلك عندما تزوج من إحدى معجباته وتدعى جورجيت سبات، وقام بإتمام إجراءات الزواج بفيلا صديقه فيلمون وهبي دون علم أسرة الفتاة والتي دخلت معه في صراع مرير أرغمته خلاله على تطليقها قبل أن تحكم المحكمة بصحة الزواج ويتم الصلح بينهم.

 

إفلاسه 

 تلاحقت الأحداث سريعاً في الأشهر الأخيرة على النابلسي، خاصة بعد أن أعلن بنك انترا في بيروت إفلاسه الذي كان معناه إفلاس النابلسي هو الآخر لأنه كان يضع كل أمواله في هذا البنك.

 

مرضه السري

زادت شكوى النابلسي من آلام المعدة حتى إن الفنانة الراحلة صباح والتي كانت رفيقته إلى تونس لتصوير فيلم "رحلة السعادة" قالت إنها كانت تسمع تأوهات ألمه من الغرفة المجاورة بالفندق رغم أنه كان حريصا على أن يفتح صنابير المياه حتى يعلو صوت توجعاته.

 

وفاته

وكان النابلسي يشعر بدنو أجله، لدرجة أنه كان يترك مفتاح غرفته من الخارج، وبعد عودته أخذت حالته تزداد سوءا إلى أن امتنع عن الطعام تماما قبل أيام من رحيله، حتى كانت ليلة 5 يوليو 1968، حيث لفظ أنفاسه قبل وصوله إلى المستشفى، جراء إثر أزمة قلبية حادة.

ولم تجد زوجته مصاريف الجنازة، فتولى صديقه الفنان فريد الأطرش الذي علم بالخبر من الصحف، وإنهار مريضا حزنا على وفاة صديق العمر.

كتمانه لمرضه 10 سنوات

بعد وفاته بأيام قليلة أعلنت الفنانة زمردة وكانت صديقة له، سرا يتعلق بحقيقة مرضه، حيث أكدت أنه لم يكن يعاني من مرض بالمعدة كما أشاع ولكنه كان مريضا بالقلب منذ عشر سنوات، وأنه تعمد إخفاء ذلك حتى عن أقرب الناس إليه حتى لا يتهرب منه المخرجون والمنتجون ويبعدوه عن أفلامهم.

للمزيد من قسم بروفايل: