في ذكرى ميلاد علي الكسار.. خيانة أصدقائه أغرقته في الديون ومرض السرطان قضى عليه

تاريخ النشر: 14 يوليو 2019 - 01:00 GMT
علي الكسار
علي الكسار
أبرز العناوين
استطاع أن يكون واحدًا من أبرز الفنانين الكوميديين في مصر، فهو صاحب الرصيد الكبير من الأعمال الفنية
لم يحظ علي الكسار، بقدر من التعليم، لكنه قضى سنوات قليلة من حياته في أحد كتاتيب حي السيدة زينب
كان أول عرض مسرحي قدمه "الكسار" بعنوان "حسن أبو علي سرق المعزة"، وقدم دور خادم نوبي

استطاع أن يكون واحدًا من أبرز الفنانين الكوميديين في مصر، فهو صاحب الرصيد الكبير من الأعمال الفنية، حيث اتخذ لنفسه طريقًا وأسلوبًا انفرد به عن سائر زملائه، واستطاع أن يتألق في الأدوار الفنية التي اشتهر بها.

هو بربري السينما المصري، البواب والخادم والطاهي، هو الفنان العفوي صاحب الأداء التلقائي، إنه الفنان المصري الكوميدي علي الكسار.

وبمناسبة ذكرى عيد ميلاده التي تحل اليوم، يرصد "البوابة"، في السطور التالية أبرز المحطات في حياته الفنية والشخصية.

مولده ونشأته

ولد علي محمد خليل، الشهير فنيًا بـ"علي الكسار"، يوم 13 يوليو عام 1887 في حي البغالة بالقاهرة، واكتسب اسم شهرته من عائلة والدته زينب علي الكسار، والتي لها فضل كبير في تربيته وإيمانها بموهبته ومساندتها له بعد وفاة والده.

ولم يحظ علي الكسار، بقدر من التعليم، لكنه قضى سنوات قليلة من حياته في أحد كتاتيب حي السيدة زينب، إلى أن بدأ العمل مع والده في صناعة الأحذية "سروجي"، ثم انتقل ليعمل مع خاله "سفرجيًا" في أحد قصور الأثرياء وهو في التاسعة من عمره، واحتك من خلال هذه المهنة بالطهاة الذين كان معظمهم من أهل النوبة، وكان لهذه الفترة تأثير كبير في حياته ومشواره الفني.

عاش علي الكسار، فى محافظة القاهرة، تحديدًا فى 1 شارع الشرنوبي متفرع من شارع الشهيد عصمت خلف كنيسة سانت تريزا شبرا مصر، وهذا المكان وثقّه جهاز التنسيق الحضاري، بوضع لافتة على باب العقار توضح تاريخ الميلاد: 13/07/1887 – القاهرة، وتاريخ الوفاة: 15/01/1957، وذلك في إطار توثيق وزارة الثقافة للمباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهموا في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر.
 

بداياته الفنية

بدأ علي الكسار، حياته الفنية عام 1908 حيث عمل في فرقة "دار التمثيل الزينبي"، ثم فرقة "جورج أبيض"، وابتكر شخصية خاصة به، وهي شخصية عثمان عبد الباسط الذي قدمه في أعماله، وكون فرقة مسرحية تحمل اسمه في عام 1919، واستمرت عروض الفرقة بنجاح كبير.

وكان أول عرض مسرحي قدمه "الكسار" بعنوان "حسن أبو علي سرق المعزة"، وقدم دور خادم نوبي، مستعينًا بكل خبرته التي اختزنها في داخله أثناء عمله "سفرجيا" مع النوبيين، وكانت تلك الشخصية مفتاح نجاحه.

واستطاع "الكسار" من خلال عروضه المسرحية ترسيخ شخصية النوبي "عثمان عبد الباسط"، وجعلها "التيمة" الرئيسية للكوميديا في أعماله المسرحية، إذ اعتمدت الشخصية على التلقائية التي تصل إلى حد السذاجة والبلاهة.

عالم السينما والثراء

دخل علي الكسار، عالم السينما عام 1935، مع المخرج ألكسندر فاركاش من خلال فيلم "بواب العمارة"، وتوالت أفلامه مع المخرج توجو مزراحي حيث شكلا ثنائيا فنيًا.

كوّن "الكسار" ثروة كبيرة، إلا أنه لم يكن يتظاهر بأمواله وثرائه، كما لقب أيضًا بـ"حضرة صاحب الرفعة الوجيه علي أفندي الكسار"، ولكنه ظل يحيا حياته البسيطة بعيدا عن المظهرية في نفس الحارة التي كان يسكن فيها.

خيانة أصدقائه أغرقته في الديون

تراكمت الديون عليه، بسبب خيانة شركائه له في أحد الأفلام، وظل أعوامًا طويلة يسدد ديونه لبنك مصر، حسب ما نشرته مجلة "الاثنين والدنيا" في عدد الصادر في أغسطس عام 1955، فهجره المخرجون ولم يطلبوه إلا نادرًا، ومنها دور كومبارس بشخصية "العبد نور" في فيلم "أمير الانتقام".

وفي عام 1950 أرسل "الكسار" لوزارة الشئون الاجتماعية عارضًا عليها ظروفه الصعبة، فأرسلته للعمل في المسرح الشعبي بطنطا، ووافق هو على الفور نظرًا لحاجته إلى المال، خاصة أنه تجاوز الثانية والستين من عمره، وعاش هناك باقي أيامه في غرفة شِرك بشارع "أحمد ماهر" فكان له نصف الغرفة فقط.

السرطان يقضي عليه

في 15 يناير عام 1957، رحل عن عالمنا علي الكسار، وذلك عن عمر ناهز التاسعة والستين، بعد أن قضى عليه سرطان البروستاتا، إذ دخل لإجراء عملية جراحية في مستشفى قصر العيني.

وعن لحظة وفاته، يقول ابنه ماجد الكسار في أحد الحوارات الفنية: "ذهبت أنا ووالدي إلى مستشفى قصر العيني لشعوره بوعكة صحية تطلبت منه إجراء عملية في البروستاتا، وعندما وصلنا إلى الاستعلامات، ذكر والدي اسمه لموظف الاستقبال، وبعد فترة بسيطة اقترح والدي أن يخبر الموظف برقم هاتف المنزل قائلا لي: "(خد يا ابني نمرة تليفون المنزل علشان لما اموت تبقوا تخبروا العائلة)".

وأضاف: "دخلنا الغرفة حتى انتهى موعد الزيارة، وعندما هممت بالرحيل نظر لي والدي وقال: خد معاك العصايا دي وخلي بالك منها، وتعانقنا وقبلني وقبلته وكان الوداع الأخير، وخرجت من المستشفى أحمل معي عصاه وكأنها رسالة سلمني إياها".

للمزيد من قسم بروفايل: