هو أحد أبرز فرسان الأغنية الخليجية، يُفضل لقب "أبو سارة"، ويصفونه في الخليج بـ"أخطبوط العود"، لما له من أعمال ميزته عن باقي أبناء جيله، ووسط مشوار مليء بالحب والعطاء ومحافظة على أصالة ومكانة الأغنية السعودية والخليجية، انطلق النجم السعودي عبادي الجوهر.
ويحتفل نجم السعودية اليوم بعيد ميلاده الـ66، وبهذه المناسبة يرصد "البوابة"، مسيرة الإبداع والعطاء على الصعيدين الفني والحياتي لعبادي الجوهر.
ولادته ودراسته
وُلد عبدالله محمد الجوهر، المعروف فنيًا باسم عبادي الجوهر، في 24 أبريل 1953، وهو من مواليد مدينة جدة، نشأ طفلًا يتيمًا للأب وربته والدته هو وشقيقه عبد الرحمن، ولم يستكمل دراسته الثانوية بسبب حبه للفن، فقرر أن يحترف الفن وهو في سن صغير، متنقلًا بين السعودية والقاهرة وبيروت.
الصدفة أدخلته الفن
احترف عبادي الجوهر، الغناء عن طريق الصدفة، إذ حالفه الحظ باهتمام الفنان الراحل طلال مداح به، فقدّمه للأغنية السعودية لأول مرة في أواخر عام 1968، وحصل على أول لحن من عرّابه طلال في أغنية "يا غزال"، وهي من كلمات الفنان لطفي زيني.
وعن هذه الانطلاقة يقول يقول عبادي الجوهر، "تعلمت عزف العود، عندما كنت في الـ11 من عمري، حيث أمسكت العود لأول مرة في حياتي، وكنت أواظب على العزف لمدة 8 ساعات يوميًا، وعندما بلغت الـ14 عامًا التقيتُ الفنان طلال مداح وغنيت له، فانبهر بأدائي، ثم قام بتوقيع عقد معي، عبر شركته التي كان يملكها، بالشراكة مع الفنان لطفي زيني".
انطلاقته الفنية وأعماله
انطلق عبادي الجوهر، في عالم التلحين لنفسه بداية من عام 1970 وذلك بأغنية "أحبها"، وفي العام التالي ثم سافر إلى القاهرة، وسجل أغنية من ألحانه بعنوان "كأنك حبيبي".
وجاءت الانطلاقة الكبرى عام 1976 حينما شارك في حفل دورة الخليج الرابعة والتي أقيمت في قطر، وقدم مجموعة من أهم أعماله منها: "الله معك، رحال، أنا أشهد".
وفي عام 1978، بدأ مرحلة جديدة في التلحين من خلال إحدى أشهر أغاني طلال مداح، وكانت بعنوان "طويلة يادروب العاشقين".
ويمتلك عبادي الجوهر، في رصيده الغنائي 50 ألبومًا غنائيًا و10 أسطوانات و7 ألبومات ريمكس و12 ألبوم مشترك، وشارك في 5 أغنيات وطنية، وله تتر وحيد من خلال مسلسل "ساق البامبو" في رمضان 2016.
جوائز حصل عليها
أثبت الفنان عبادي الجوهر، جدارته الفنية فاستحق الحصول على عدد كبير من الجوائز والدروع العالمية وأوسمة من الدرجات الأولى والثانية أيضاً، كما حصل أيضاً على الدكتوراة الفخرية من أكاديمية الفنون بمصر، وكرّم في اليوم الوطني السعودي مرتين، وحصل على جائزة أفضل فنان خليجي في مصر، وتم تكريمه بمهرجان الأسكندرية للأغنية، وحصل على أعلى وسام في سلطنة عمان تقلّده من السلطان قابوس، عندما قدم وصلة في مهرجان العود عام 2005، وأيضاً درع الإبداع "رمز الأغنية السعودية" من جمعية الثقافة والفنون 2018، وحصل على جائزة أفضل فنان خليجي في مهرجان الأغنية العربية المصورة في مونديال الإعلام العربي، في دورته الخامسة.
زواجه
تزوج عبادي الجوهر، في الثمانينات، من نورة سعد الحريقي، وأنجب منها ابنتيه سارة ومي، وفي عام 2006 عانت زوجته من مرض السرطان، ودخلت العناية المركزة في لندن، ولكن تم نقلها بالإخلاء الطبي إلى المستشفى العسكري في جدة، إلى أن تُوفيت في 13 تشرين أكتوبر 2006 في شهر رمضان.
تأثر عبادي الجوهر، برحيل زوجته وقال في لقاء له: "لقد تأثرت برحيلها كثيرًا، وقدمت لها أغنية بعنوان (الجرح أرحم) وعبرت فيها عن حزني لفقدانها".
ماذا قال عن تربيته لأبنائه
عن تربيته لأبنائه قال: "أنا فخور أني لفترة ما كنت الأب والأم لأولادي، واستطعت أن أفرد جناحي على بناتي، وأقف معهم في شؤون حياتهم إلى أن أنهوا تعليمهم الجامعي، وشقوا طريقهم في الحياة، كتابعًا: "واحدة من بناتي تزوجت والثانية تعمل في مجال البزنس".
وتابع في لقاء سابق له: "الظروف فرضت عليّ هذا الأمر، والحمد لله أني استوعبته سريعًا"، مضيفًا: "صاحبت بناتي، وبالتالي استحوذت عليهن وكنت أبًا وأمًّا لهن، واستطعت أن أكون صديقًا لهنّ وكاتمًا لأسرارهن".
يعشق الأهلي السعودي
للفنان السعودي عبادي الجوهر، العديد من الهوايات مثل: القراءة والإطلاع خاصة كتب التاريخ والشعر العربي القديم، ومعروف عنه عشقه لكرة القدم والنادي الأهلي السعودي، ويحب أيضا تنس الطاولة.
الصديق الأقرب لقلبه
أكد الفنان عبادي الجوهر، أن محبته لآلة العود، دفعته للحصول على عود الملحن المصري الراحل محمد القصبجي، مضيفًا: "لا زلت أحتفظ بالعود الذي أصبح عمره أكثر من 100 عام، إنه صديقي الوحيد والأقرب لقلبي".