في ذكرى ميلاد يوسف شاهين الـ 94.. المرأة لم تنل حظها في أفلامه وعمرو سعد اتهمه بالأنانية

تاريخ النشر: 26 يناير 2020 - 07:25 GMT
يوسف شاهين
يوسف شاهين

هو أحد أشهر مواليد يناير الذي رحل دون وداع بعد أن ملأ الدنيا فنًا وحبًا وصخبًا وسخرية حتى أصبح أحد أهم المخرجين السينمائيين في الوطن العربي، عاش حياة عامرة حولها إلى سيمفونية راقصة فهو الذي يبحثُ عن الجديد دائمًا ويسعى للابتكار ويعتبر الاستقرار تكاسلًا والتنقُّل سباق مع الأيام، ولذلك استطاع أن ينطلق بأفلامه خارج الحدود العربية ليصل بها للسينما العالمية ويضع السينما المصرية على خريطة الفن العالمي.

إنه المخرج المصري العالمي يوسف شاهين، الذي وُصف بالحيوي الديناميكي المتفائل بطبعه، فهو الذي سعى لأن يكون مثقفًا واسع الاطلاع واستطاع السيطرة على مشاعر الآخرين في قيادته للوكيشن دون أن يحرجهم ويحترم الآراء الحكيمة، وهو أقل انغلاقًا وأقرب إلى عالم الاجتماعيات.

وبمناسبة ذكرى ميلاده الـ 94، يرصد "البوابة"، أبرز محطات حياته الفنية والخاصة رأي المخرج الراحل في المرأة وكيف صوّرها في السينما.

مولده

اسمه الحقيقي يوسف جبرائيل شاهين لأسرةٍ كاثوليكيةٍ متوسطة الحال في 25 يناير 1926، في مدينة الإسكندرية وكافحت عائلته لتعليمه في أفضل المدارس والجامعات، حيث نال شهادته الثانوية من كلية فيكتوريا الخاصة، وبعد تخرجه من جامعة الإسكندرية انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية وقضى عامين في معهد باسادينا المسرحي في دراسة فنون المسرح.

مسيرته الفنية

قدم يوسف شاهين 40 فيلمًا سينمائيًا، واكتشف عددًا من النجوم سواء أول مرة يمثلون فيها أو آخرين قدمهم بشكل مختلف، فكانت دائمًا سينما يوسف شاهين تهتم بالتفاصيل، وروي الحكاية من جميع زواياها.

ومن أفلامه الشهيرة، "بابا أمين"، وهو أول أفلام يوسف شاهين في السينما المصرية، وقام بتأليفه يوسف شاهين، وكتب السيناريو والحوار للفيلم حسين حلمي المهندس وعلى الزرقاني.

وفيلم "المهرج الكبير" وهو اقتباسًا عن رواية الكاتب الإنجليزي شيلي سميث، كتب يوسف شاهين سيناريو فيلم "المهرج الكبير" وكتب الحوار الفنان محمود إسماعيل، وفيلم "الناصر صلاح الدين" ويعد واحدًا من روائع السينما المصرية والعربية ومن أقوى الأفلام التي أخرجها يوسف شاهين، واشترك في كتابة الفيلم خمسة من رواد الأدب والسينما في مصر، فكتب يوسف شاهين السيناريو بالتعاون مع عبدالرحمن الشرقاوي، وكتب الحوار كل من يوسف السباعي وعبدالرحمن الشرقاوي، وكتب المعالجة السينمائية كل من نجيب محفوظ والمخرج عز الدين ذوالفقار.

وفيلم "الاختيار" وهو واحدًا من التجارب السينمائية المختلفة التي قدمها يوسف شاهين خلال مسيرته الفنية، هي فيلم "الاختيار"، وكان مؤلف الفيلم الكاتب العالمي نجيب محفوظ وكتب يوسف شاهين سيناريو وحوار الفيلم.

حياته الشخصية

تزوج يوسف شاهين من الفرنسية كوليت التي لازمته حتى وفاته، وكانت ديانة يوسف شاهين ومعتقداته وطائفته الأصلية، فقد ولد لعائلة مسيحية كاثوليكية

المرأة في أفلامه

رغم كل ما يتمتع به يوسف شاهين من حكمة إلا أن المرأة لم تصل إلى حد البناء الكامل في سينما يوسف شاهين، ويعد فيلم "إسكندرية ليه"، أكبر دليل على تجاهله وإساءته لها، بينما يرى البعض أنه صوّر المرأة بشكل جيد في أفلامه.

وقالت الدكتورة سامية حبيب، إن يوسف شاهين، قدّم المرأة بشكل مختلف منذ أكثر من نصف قرن، وضربت مثالا بشخصية "حميدة"، في فيلم "صراع في المينا"، حيث كانت تعمل كبائعة بسيطة لكنها كانت مؤثرة في الأحداث.

وأشارت إلى أنه قدّم بهية البسيطة في فيلم "العصفور"، وأبرز دورها الوطني الكبير من خلال أحداث الفيلم.

من جانبه، قال المغربي الدكتور عبد الرزاق الزاهر، أستاذ بمعهد السمعي البصري بالجزائر، إن المخرج هو المالك الأول والأخير للعمل، من خلال التعاون مع السيناريست، ولم تخرج المرأة عن نمطية كتابة السيناريو.

فيما اختلف معه المخرج المصري شريف مندور الذي أكد أن المرأة كانت لها فعالية كبيرة في سينما يوسف شاهين وضرب مثلًا بفيلم "الاختيار"، واستطاع أن يقدم نمطين للمرأة وهما الأم المتسلطة والقوية والمرأة الضعيفة التي تحاول لم شمل الأسرة.

قالوا عن يوسف شاهين

قالت الفنانة القديرة ليلى طاهر، إنها قدمت مع رمسيس نجيب فيلم "أبو حديد"، وقام ببطولته الفنان يوسف شاهين، موضحًة أنها تلقت عرضًا من المخرج يوسف شاهين للعمل في أحد أفلامه وهو "إسكندرية نيويورك"، وكان دور أستاذة جامعية في أمريكا.

وأضافت: قلت ليوسف شاهين، "الستات في أفلام حضرتك شكلهم مش حلو"، ومن هنا اختلفنا وبدأ يعاندني في بعض النقاط فاعتذرت عن الدور وقدمته الفنانة الراحلة ماجدة الخطيب.

وشارك الفنان محمود حميدة في ثلاثة أفلام من سينما يوسف شاهين هي "المصير والمهاجر وإسكندرية نيويورك"، وقال عنه خلال الاحتقال بذكري ميلاده التي أقيمت بمركز الإبداع الفني: "يوسف عاش طوال حياته لديه حالة من حالات الدهشة الدائمة مثل طفل، وحتى ملامح وجهه طفولية تحمل الكثير من البراءة".

وقالت الفنانة المصرية روبي، إن المخرج يوسف شاهين، أطلق عليها اسم "روبي"، بدلًا من اسمها الحقيقي رانيا.

وأضافت في مقابلة تلفزيونية أنها كانت صغيرة جدًا أثناء تجربة فيلم "سكوت هنصور"، ولذلك لم تكن مقدرة لحجم التجربة، فقد كانت معجبة بمشاركتها مع مخرج بحجم يوسف شاهين.

وقال الناقد الفني المصري طارق الشناوي، إن يوسف شاهين موسيقار ضل طريقه إلى الإخراج السينمائي فبداخله موسيقار كبير أحال الإيقاعات والأنغام إلى أفلام.

وأضاف: في فيلمه "إسكندرية نيويورك"، أثبتت الموسيقى التي اختارها ليرقص عليها أحمد يحيى ويسرا اللوزي أنه موسيقار كبير.

فيما قالت المطربة اللبنانية ماجدة الرومي، إن يوسف شاهين سابق لعصره في أفلامه واستشرافه للواقع العرب، مضيفًة: "الفيلم الوحيد الذي صورته بحياتي (عودة الابن الضال) رغم كل حبي للسينما، يصير بعد ذلك نبوءة لتلك الحرب".

وتابعت: "نفس العائلة التي شاهدتها تقتل في الفيلم، شاهدت مثلها عائلات لبنانية من كل الطوائف تقتل بحرب لبنان".

حقائق عن يوسف شاهين

استخدم الموسيقى والغناء كعنصرين في أفلامه وتعاون مع العديد من المطربين مثل فريد الأطرش وشادية وفيروز والأخوان الرحباني.

لم يكتفِ بالإخراج بل شاركبالتمثيل في بعض أفلامه بسبب إحساسه بضرورة التعبير عن رأيه.

اعتبر نفسه جزءًا من الليبراليين المصريين وكافح ضد الرقابة والتطرف، سواء أكان من الدولة أو المجتمع.

جوائزه

-جائزة الدب الفضي من مهرجان برلين السينمائي عن فيلمه "إسكندرية... ليه!" عام 1979.

-جائزة أفضل تصوير من مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم "إسكندرية كمان وكمان" في عام 1989.

-احتفلت غوغل "Google" بتاريخ 25 يناير 2015 بذكرى ميلاده وذلك بتغيير شعار محرك البحث خاصتها في نطاق مصر إلى شعار يحمل صورته خلف كاميرا سينمائية.

عمرو سعد اتهمه بالأنانية

اتهم الفنان المصري عمرو سعد، مواطنه المخرج الراحل يوسف شاهين بـ"الأنانية"، معللًا ذلك بأنه من أكثر المخرجين الذين يهتمون بالممثل الموجود أمامهم، مؤكدًا أن المخرج ليس المطلوب منه أن يكون مشهورًا، واصفًا إياه بـ"المغرور"، متابعًا: "المخرج خالد يوسف، مثل يوسف شاهين في ذلك الأمر".

يوسف شاهين وسعاد حسني

وصف يوسف شاهين، السندريلا الراحلة سعاد حسني، بـ"الحساسة" و"الخطيرة"، وذلك بعدما جمعهما فيلم "الاختيار"، والذي كتب قصته الأديب نجيب محفوظ.

وتابع: "سعاد خلت السينما حاجة سكر، أنا عارف هي عملت إيه زيادة عن الجماهير وزيادة من السلطة الهبلة اللي تمنع عنها الفلوس"، حيث نعت ذلك بـ"الوحشية".

يوسف شاهين غضب من لطيفة

قالت الفنانة التونسية لطيفة، إن المخرج المصري العالمي يوسف شاهين، غضب منها بشدة بسبب رفضها لمشاهد القُبلات، موضحًة أنها ترفضها تمامًا، موضحًة في تصريحات تلفزيونية أنها عندما كانت تصور مشاهدها في فيلم "سكوت هنصور"، غادرت موقع التصوير بسبب مشهد يتضمن قبلات.

وأضافت الفنانة التونسية أن يوسف شاهين، أراد أن يفاجئها في أول يوم تصوير للفيلم بمنطقة العجمي في الإسكندرية وكان المشهد مع الفنان أحمد وفيق، وطلب منها تنفيذ "قُبلة"، وذلك رغم علمه برفضها للقبلات، إلا أنها تركت موقع التصوير وغادرت إلى غرفتها.

وأضافت لطيفة، أن المساعدين حاولوا إقناعها بتقديم المشهد إلا أنها رفضت وغادرت موقع التصوير، وعادت إلى القاهرة، مؤكدًة لكاست العمل أنها ستهديهم أغاني الفيلم بصوتها، لافتًة إلى أنه بعد غضبها عادت للفيلم وصورت المشهد بدون أي قُبلات، وهو الأمر الذي دعا يوسف شاهين، لإنهاء التصوير وهو غاضب.

يوسف شاهين يرد على منتقديه

تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للمخرج الراحل يوسف شاهين، في إحدى مقابلاته التلفزيونية النادرة عندما قال له محاوره أنت من العالم الثالث؟ فأجابه شاهين قائلا :" لا أنت من العالم الثالث".

وتابع: "يا إلهي، لقد كنا هنا منذ 7 آلاف سنة، وأثبتنا ذلك، هذه ليست حضارة، الحضارة هو كيفية التواصل مع الآخر، هل تعرف كيف الحب؟ وكيف تهتم؟ هذه هي الحضارة".

وأضاف: "إذا ذهبت لرجل فقير وهو لا يملك ما يعطيه لك، فيذهب إلى جاره ويستعير منه خبزًا بينما في أوروبا ربما يُغمى عليك كجثة في الشارع والناس سوف تستمر في المرور بجانبك ولا تُعطي أي اهتمام.

وفاته

قدّم يوسف شاهين، خلال مشواره بصماتٍ في التاريخ السينمائي المصري، وأفلامًا تزخر بالمواهب والنجوم التي قدّمها للشاشة وأصبحت أسماء مهمة في عالم الفن العربي.

والمخرج المصري المعروف يوسف شاهين، رحل دون وداع، في الـ27 من يوليو عام 2008 بعد ما ملأ الدنيا فنًا وحبًا وصخبًا وسخريةً، عاش حياة عامرة حوّلها إلى سيمفونية راقصة.

للمزيد من قسم الترفيه اقرأ أيضًا: