في حين أن مرض البارانويا والقلق قد يشتركان في بعض الأعراض المتداخلة ويمكن أن يزدوجان في بعض الأحيان، إلا أنهما ليسا متشابهين، حيث أن هناك اختلافات سريرية مهمة بين الاضطرابين.
وفي الواقع، ستساعدك معرفة الاختلافات والحصول على التشخيص المناسب في العثور على خيارات علاجية فعالة، لذلك تابع القراءة لمعرفة المزيد عن البارانويا والقلق.
ما هو البارانويا ؟
البارانويا أو "جنون العظمة" هو عملية تفكير تسبب عدم ثقة غير عقلانية في الآخرين بسبب معتقدات الاضطهاد، وويمكن أن يحدث هذا أحيانًا في الخرف، وكذلك في الأشخاص الذين يسيئون استخدام بعض الأدوية، فمثلًا يمكن أن تشمل أعراض البارانويا ما يلي:
- عدم الثقة بالآخرين
- الشعور بسوء الفهم
- الشعور بالاضطهاد أو دور الضحية عندما لا يكون هناك تهديد
- العزلة
- الإجهاد المستمر المرتبط بالمعتقدات حول الآخرين
ما هو القلق ؟
القلق هو استجابة طبيعية للتوتر، وعادة ما يكون شعورًا بالتوتر، حيث إذا كانت مشاعر القلق شديدة أو غير متناسبة أو طويلة الأمد، فقد يكون اضطرابًا في القلق بدلاً من القلق النموذجي المعتاد، ولا يتداخل القلق المنتظم مع حياتك اليومية، لكن اضطرابات القلق تؤثر عليك.
وتشمل اضطرابات القلق ما يلي:
- اضطراب القلق العام
- اضطراب الذعر
- اضطراب القلق الاجتماعي
- الرهاب
- اضطراب الوسواس القهري
- اضطراب ما بعد الصدمة
ويمكن أن تشمل الأعراض:
- زيادة معدل ضربات القلب
- التنفس السريع
- مشكلة في التركيز
- القلق
- الأرق
الفرق بين البارانويا والقلق
الفرق الرئيسي بين البارانويا والقلق هو أنه مع البارانويا، هناك معتقدات وهمية حول الاضطهاد أو التهديد أو المؤامرة، أما في القلق، فإن عمليات التفكير هذه ليست موجودة بشكل عام، حيث يتميز البارانويا بعدم الثقة في الآخرين ودوافعهم، ولا يوجد هذا بشكل عام في القلق.
وجه الشبه بين البارانويا والقلق
يمكن أن ينشأ البارانوايا والقلق من بعضهما البعض، ويمكن أن يسبب البارانويا خوفًا وقلقًا كبيرين بناءً على إيمان الشخص بالأوهام، وقد يؤدي القلق إلى البارانويا، ومع ذلك، فإن هذا ليس هو الحال دائمًا.
وفي الواقع، كلاهما يمكن أن يسبب مشاعر جسدية مماثلة مثل تسارع القلب أو الشعور بالتوتر، لكن عمليات التفكير في كل حالة مختلفة، وقد يكون لكل حالة خيارات علاج متشابهة، مثل العلاج أو الأدوية أو كليهما، ومع ذلك، فإن تركيز هذا العلاج يختلف عن كل حالة، والأدوية ليست بالضرورة هي نفسها.
كيف يتم تشخيص البارانويا والقلق ؟
يعد التشخيص الدقيق مهمًا لأي حالة صحية عقلية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحالات التي تشترك في بعض أوجه التشابه، مثل البارانويا والقلق، والتشخيص هو عملية متعددة الطبقات من أجل استبعاد أي حالات أخرى.
-
البارانويا
قبل إجراء أي نوع من التشخيص، سيجري طبيبك فحصًا بدنيًا كاملاً لاستبعاد أي حالات طبية أساسية يمكن أن تسبب البارانويا، مثل الخرف، أيضًا سوف يوثقون تاريخك الشخصي لجمع المعلومات حول صحتك وسلوكياتك وأسلوب حياتك، وقد تكون هذه المعلومات عاملاً مهمًا في البارانويا، فعلى سبيل المثال، قد يسبب تعاطي المخدرات مرض البارانويا.
قد يجري الطبيب أيضًا بعض المقابلات أو التقييمات من أجل فهم عمليات تفكيرك واستخدام الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية.
-
القلق
عادة ما يتم إجراء الفحص البدني من أجل استبعاد الأمراض التي قد تسبب القلق، حيث سيأخذ الطبيب أيضًا تاريخًا شخصيًا للحصول على مزيد من المعلومات حول الأعراض، الأداء، السلوكيات الصحية، نمط الحياة، وقد يطلب الطبيب مجموعة متنوعة من الاختبارات لاستبعاد الحالات الطبية الأخرى التي تحتوي على أعراض تحاكي أعراض القلق.
علاج البارانويا والقلق
هناك العديد من العلاجات المتاحة لكل من البارانويا والقلق، وغالبًا ما يعتمد العلاج على سبب الاضطراب وشدته، ويمكن أن تختلف خطط العلاج بين الناس.
-
البارانويا
العلاج النفسي والأدوية علاجان شائعان للبارانويا، حيث أن العلاج النفسي يساعد المصابين على تطوير مهارات التأقلم، وبناء الثقة في الآخرين، واكتساب الأدوات التي يحتاجونها لإدارة عواطفهم، وقد تساعد الأدوية غير النمطية المضادة للذهان أو الأدوية المضادة للقلق في تخفيف الأعراض، وهذا ينطبق بشكل خاص على المصابين بالفصام.
إذا كان جنون العظمة مرتبطًا بتعاطي المخدرات، يتم إعطاء العلاج الداعم حتى تتآكل آثار الدواء، وبعد ذلك، يوصى عادة ببرنامج العلاج من المخدرات.
-
القلق
بينما يمر القلق الطبيعي من تلقاء نفسه، فإن اضطرابات القلق لا تنتشر، ويمكن أن يساعد العلاج في إدارة اضطرابات القلق، وعادة ما يتم علاج اضطرابات القلق بالعلاج النفسي أو الدواء أو كليهما، حيث يتم تصميم العلاج النفسي وفقًا للاحتياجات والمحفزات المحددة للشخص، لذلك يمكن استخدام مجموعة متنوعة من أنواع العلاج النفسي، وغالبًا ما يستخدم العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لأنه يساعد الشخص على تحديد وتحدي الأفكار المشوهة التي تسبب القلق.
وبشكل عام، لا يعد الدواء علاجًا لاضطرابات القلق، ولكنه يمكن أن يساعد في إدارة الأعراض، ومن بعض الأدوية الشائعة الموصوفة لعلاج القلق هي الأدوية المضادة للقلق ومضادات الاكتئاب.
للمزيد من صحتك وجمالك:
لماذا لا يجب التركيز على فقدان الوزن في أسبوع؟