الفصام هو حالة صحية عقلية تتميز بالهلوسة والأوهام والتفكير غير المنظم، وتحتاج هذه الحالة إلى علاج مدى الحياة وغالبًا ما يكون لها تأثير كبير على الشخص المصاب بالفصام، وعادة ما يظهر الفصام لأول مرة عندما يكون الشخص في العشرينات من عمره، ولكن يمكن أيضًا أن يحدث في وقت مبكر أو لاحقًا.
ويمكن أن يكون أحد الأعراض الأولى للفصام هو اضطراب نمط نومك المعتاد، حيث قد تختبر:
- السهر طوال الليل
- عدم القدرة على النوم لأكثر من ساعة أو ساعتين في كل مرة
- مواجهة صعوبة في النوم في الموعد المحدد
وتسمى هذه العلامة المبكرة للفصام باضطراب إيقاع الساعة البيولوجية، حيث غالبًا ما يأتي هذا العرض قبل أي أوهام أو هلوسة أو أعراض أخرى ملحوظة.
وفي الواقع، اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية ليست الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يؤثر بها الفصام على نومك، لذلك سنراجع الطرق العديدة التي يمكن أن يؤثر بها الفصام على نومك وكيفية إدارته من خلال هذه المقالة.
كيف يؤثر الفصام على النوم ؟
ترتبط اضطرابات النوم والفصام ارتباطًا وثيقًا، في الواقع، غالبًا ما تكون اضطرابات النوم أول أعراض الفصام التي تظهر، ولا يزال الباحثون يحاولون فهم هذا الارتباط تمامًا، حيث أشارت مراجعة علمية من عام 2020 إلى أن نفس الطفرات الجينية قد تسبب الفصام واضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية.
والأشخاص المصابون بالفصام معرضون أيضًا لخطر متزايد من اضطرابات النوم الأخرى، حيث قدرت إحدى الدراسات عام 2017 أن ما بين 30 و 80 بالمائة من الأشخاص المصابين بالفصام قد واجهوا اضطرابات في النوم، ويمكن أن تجعل هذه الحالات من الصعب الحصول على النوم الذي يحتاجه جسمك ودماغك.
أيضًا يمكن أن يتسبب قلة النوم في زيادة أعراض حالات الصحة العقلية، بما في ذلك الفصام، ويصبح من الصعب إدارتها حتى لو كنت تتناول الأدوية، وبعض الأعراض التي قد تزداد هي:
- الفكر غير المنظم
- صعوبات الذاكرة
- صعوبة التركيز
- صعوبة التعبير عن الأفكار
- صعوبة الانتباه
- الهلوسة
- الأوهام
- الغضب أو الحزن أو المشاعر الأخرى التي لا تتناسب مع الموقف
ويمكن أن يضعف هذا تأثير خطط الأدوية والعلاجات التي كانت تساعدك في إدارة حالتك، كما يمكن أن يسبب انتكاسة وقد يتسبب في الحاجة إلى مسار جديد للعلاج، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر اضطرابات النوم على صحتك الجسدية، وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي قلة النوم إلى مضاعفات مثل:
- زيادة الوزن
- ارتفاع ضغط الدم
- ضعف جهاز المناعة
- ارتفاع مخاطر الإصابة بمرض السكري
اضطرابات النوم الشائعة لدى المصابين بالفصام
هناك العديد من اضطرابات النوم التي من المحتمل أن يعاني منها الأشخاص المصابون بالفصام، حيث لن يعاني كل شخص مصاب بالفصام من كل هذه الحالات، ولكن معظمهم يعاني من حالة واحدة على الأقل، وتشمل:
-
الأرق
الأرق هو عندما تواجه صعوبة في النوم، حيث يعاني معظم الناس من ليالي عرضية بلا نوم، لكن الأشخاص المصابين بالأرق لا يمكنهم النوم لمدة 3 ليالٍ على الأقل في الأسبوع.
وفي بعض الأحيان، تسبب العوامل الخارجية مثل الإجهاد أو الكافيين أو بيئة النوم الأرق، وبالنسبة للأشخاص المصابين بالفصام، غالبًا ما يكون الأرق نتيجة لمستقبلات الدوبامين المفرطة النشاط في الدماغ.
ويعد الدوبامين مادة كيميائية في الدماغ يستخدمها جسمك لإرسال إشارات بين الخلايا العصبية، حيث يمكن أن يؤثر على مزاجك وذاكرتك وتنسيقك ووظائفك المهمة الأخرى، ويجب أن يكون الدوبامين في المستوى المناسب لكي تعمل كل هذه الوظائف بشكل صحيح.
-
انقطاع النفس الانسدادي النومي
انقطاع النفس الانسدادي النومي هو حالة تحدث عندما يصبح مجرى الهواء مسدودًا أثناء النوم، ويمكن أن يسبب أعراضًا مثل الشخير، جفاف الفم، قلة النوم والتعب.
-
متلازمة تململ الساق
متلازمة تململ الساق هي حالة تسبب رغبة لا يمكن السيطرة عليها في تحريك ساقيك، وعادة ما تكون هذه الحالة أسوأ في المساء ويمكن أن تعطل نومك.
-
اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية
اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية هو حالة تجعل من الصعب عليك النوم وفقًا لجدول زمني، وهذا يمكن أن يعني النوم كثيرا، أو النوم قليلا جدا، أو عدم القدرة على النوم لأكثر من وقت قصير، أو عدم القدرة على الحفاظ على روتين النوم والاستيقاظ اليومي.
ومن المحتمل بشكل خاص أن يعاني الأشخاص المصابون بالفصام من اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية، حيث قد تكون علامة مبكرة على أن الشخص يصاب بالفصام.
-
الخدران
الخدران هو حالة عصبية تجعلك تشعر بالتعب الشديد أثناء النهار، حيث قد يكون من الصعب جدًا البقاء مستيقظًا، وغالبًا ما يواجه الأشخاص المصابون بالتخدر صعوبة في إكمال روتينهم اليومي لأن الحوافز الشديدة على النوم يمكن أن تحدث أثناء المهام العادية.
-
متلازمة الأكل الليلي
متلازمة الأكل الليلي هي حالة تجعلك تشعر بالجوع المفرط أثناء الليل، حيث يستيقظ الأشخاص المصابون بهذه الحالة وهم يشعرون بالجوع الشديد ويأكلون في منتصف الليل، ونتيجة لذلك، فهم ليسوا جائعين خلال النهار.
علاج اضطرابات النوم التي تحدث مع الفصام
-
العلاج السلوكي المعرفي
أثبت العلاج السلوكي المعرفي أنه مفيد جدًا للأشخاص المصابين بالفصام الذين يواجهون اضطرابات النوم، حيث يمكن أن يمنحك العلاج السلوكي المعرفي الأدوات التي تحتاجها لتقليل التوتر حول النوم وكسر العادات التي يمكن أن تساهم في قلة النوم.
-
أدوية مضادة للذهان
الأدوية المستخدمة لعلاج الفصام يمكن أن تساعدك أيضًا على النوم، حيث قد يغير طبيبك الجرعة أو الوقت من اليوم الذي تتناول فيه الدواء لتقليل أعراض اضطراب النوم.
-
أدوية النوم غير المحفزة
قد يصف لك طبيبك أدوية النوم التي توصف عادة للأرق أو اضطرابات النوم الأخرى، وهذا ليس خيارًا دائمًا، لكنه يمكن أن يساعد في حالات معينة.
-
تغييرات نمط الحياة
قد يوصي طبيبك بتغييرات في نمط حياتك يمكن أن تساعدك على النوم، وويمكن أن تشمل هذه التدابير الحد من الكافيين والكحول، جعل غرفة نومك أغمق وأكثر راحة، وضمان استخدام سريرك فقط للنوم.
للمزيد من صحتك وجمالك: