حذر خبراء في ألمانيا الاباء من أن جلوس الاطفال أمام الكمبيوتر لفترات طويلة قد يلحق ضررا بدنيا بهم.
وذكرت دورية "كمبيوتر بارتنر" التي يصدرها قطاع التكنولوجيا ومقرها ميونيخ أن الكتابة المستمرة باستخدام لوحة المفاتيح أو النقر على أزرار الفأرة قد يضر بالعضلات وأنسجة الجسم الرخوة.
وأفادت المطبوعة المتخصصة بأن الجلوس أمام الكمبيوتر لفترات طويلة قد يسبب مشكلات أيضا في قدرة الطفل على الجلوس بطريقة صحية.
ونصحت المجلة الاباء، حسب وكالة الأنباء الألمانية، بألا يسمحوا للاطفال بالعمل أو اللعب على الكمبيوتر دون الحصول على فترات راحة منتظمة كما يتعين ألا يجلس الاطفال قريبا جدا من شاشة الجهاز.
وتدعم هذه الدراسة دراسة دنماركية سابقة كانت قد أظهرت أن أحد أضرار الكمبيوترعلى الأطفال هي إصابة ذراع الطفل بأضرار نتيجة ممارسات العمل باستخدام فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.
وقال طبيب أجرى بحوثات على تأثير الكمبيوتر على الأطفال إن تعامل الطفل لساعات طويلة مع جهاز فأرة الكمبيوتر يؤدي لإصابة ذراع الطفل بأضرار تشكل خطرا جسيما عليه عند الكبر بحيث قد تعمل على إصابته بعاهة مزمنة في الذراع.
وأضاف الطبيب أنه عالج أطفالا بسن الخمس سنوات من العمر مصابين بأضرار نتيجة اللعب المتواصل على الكمبيوتر أو ألعاب (بلي ستيشن) أو غيرهما.
هذا وأظهرت دراسة دنماركية أيضا، أن العاب الكمبيوتر لها مضار كبيرة على عقلية الطفل بحيث قد يتعرض الطفل إلى إعاقة عقلية واجتماعية إذا اصبح مدمنا على العاب الكمبيوتر والظواهر السريعة الحركة في عالم الكمبيوتر.
وبينت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين الدنماركيين أن الطفل الذي يدمن ويعتاد على النمط السريع في تكنولوجيا والعاب الكمبيوتر قد يواجه صعوبة كبيرة في الاعتياد على الحياة اليومية الطبيعية التي تكون فيها درجة السرعة اقل بكثير مما اعتاد عليه في الكمبيوتر، مما يعرض الطفل إلى نمط الوحدة والفراغ النفسي في الحياة اليومية الطبيعية سواء في المدرسة أو في المنزل مما يجعل من الصعوبة على الطفل أن يمارس حياة اجتماعية طبيعية.
وحذرت الدراسة من أن المخاطر تزداد يوما بعد يوم ذلك أن العاب الكمبيوتر تتطور بحيث تعطي الطفل الشعور والانطباع بأنها واقعية.
هذا ونصح أطباء بريطانيون في دراسة نشرت نتائجها مؤخرا بوضع تحذيرات صحية على ألعاب الكمبيوتر المتصلة بأجهزة تحكم تحمل باليد لأن الترددات المنبعثة منها يمكن أن تلحق ضررا باليدين.
وينبه الأطباء إلى ضرورة وعي الآباء والأبناء بالمشاكل الصحية التي يمكن أن تنجم عن استخدام هذه الأجهزة لفترات طويلة.
وقال د. جافين كليري من مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال في لندن "نعتقد أنه ينبغي مع تزايد أعداد الأطفال الذين يلعبون بهذه الأجهزة التفكير في وضع تحذيرات صحية لنصح الآباء والمستخدمين".
ودعا كليري وزملاؤه إلى وضع مثل هذه التحذيرات في خطاب إلى المجلة الطبية البريطانية بعد إصابة صبي عمره 15 عاما بأعراض مماثلة لمرض ارتعاش الأيدي الناجم عن استخدام أدوات صناعية لفترات طويلة. وصنف المرض على أنه مرض صناعي في عام 1985 ويتلقى المصابون به بدل إعاقة وتعويضات.
وكان الصبي يستخدم جهاز تحكم تصدر عنه ترددات وذلك لأكثر من سبع ساعات في اليوم إلى أن عانى من ألم وتورم في يديه.
وقال كليري "اللعب لسبع ساعات في اليوم كما ذكر مريضنا مبالغ فيه ويتخطى توصيات المصنع ولكن يجب أن نفترض أن مثل هذا السلوك ليس نادر الحدوث".
ويبدو أن العاب الفيديو أيضا تؤثر سلبا على صحة الأطفال، حيث قال الباحثون إنهم وجدوا تغيرات في الدماغ لدى المراهقين المصابين بالاضطرابات السلوكية حيث يعامل هؤلاء الحيوانات بقسوة ويدمرون الممتلكات ويتشاجرون مع أقرانهم.
وبحسب الدكتور فنست ماثيوس، أستاذ التصوير بالأشعة في كلية الطب بجامعة إندريانا فإن ألعاب الفيديو العنيفة أحدثت تغييرات في وظائف الدماغ لدى هؤلاء بشكل يبعث على القلق، وحتى أن المراهقين الطبيعيين أصيبوا بتغيرات في وظائف الدماغ بسبب ألعاب الفيديو العنيفة.
وتبين من الأبحاث أن المراهقين الذين يتصفون بالعنف لديهم نشاط كلي في مناطق الدماغ التي تسيطر على العواطف، الأهواء، والانتباه أقل من المراهقين الطبيعيين.
ويقول ماثيوس إن تأثير ألعاب الفيديو العنيفة كانت أكثر وضوحاً بين مستخدمي هذه الألعاب بشكل كبير. ووصف المدمنين على هذه الألعاب بأنهم "أطفال يستخدمون الألعاب العنيفة عدة ساعات يومياً".
وقال ماثيوس إن دراساته تمثل الأولى من نوعها التي استطاع بها "إثبات مختلف أنماط أنشطة الدماغ التي تثيرها العاب الفيديو هذه".
وأضاف أن المراهقين الطبيعيين لديهم أيضا تغيرات في نشاط الدماغ ذات صلة "بتعرضهم لمدة طويلة للبرامج التلفزيونية والأفلام السينمائية والألعاب العنيفة".
ولكن ماثيوس الذي قدم نتائج دراسته إلى الاجتماع السنوي لجمعية التصوير بالأشعة في أميركيا الشمالية قال إن بحثه لا يزال في مرحلته التمهيدية وإنه لا يعلم إن كانت "التغيرات في نشاط الدماغ" دائمة أو أن لها تأثيرات طويلة المدى على السلوك.
أجرى ماثيوس دراسة على مراهقين مصابين باضطرابات في السلوك وآخرين طبيعيين وركز انتباهه على مناطق في الدماغ تسمى "الفصوص الأمامية" والتي تتحكم في العواطف، الانتباه والانضباط، وشمل البحث الذي استغرق عامين 19 مراهقا يعانون من الاضطرابات السلوكية و19 آخرين طبيعيين، وكان معدل العمر في كلتا المجموعتين 14 عاما وكان هناك خمس بنات فقط في كل مجموعة.
قال ماثيوس، "لأنه كان لدينا بنات قلائل، لم نستطع التعليق على الفرق بين الأولاد والبنات في الاستجابة للعنف".
وفي رد على سؤال حول استجابة الدماغ للألعاب الهادئة والمفرحة قال ماثيوس إنه لم يوسع دراسته إلى أبعد من ألعاب الفيديو العنيفة.
وقد تراجع ماثيوس عن الأداء ببيانات شاملة حول خطر ألعاب الفيديو العنيفة ولكنه قال، "أعتقد أن هذه المعلومات تقدم دليلا على مخاوف متنامية حول ما أصبح يعيه الناس بالعنف المتزايد بين المراهقين._(البوابة)