قد يتعرّض الإنسان لحالات مرضيّة مفاجئة تصيبه دون سابق إنذار، سواء أكانت تأتي في مكان عمله أم في الطريق أم في المنزل، ومن أكثر الأمراض المفاجئة شيوعاً هي نوبات القلبية السريعة، والتي لا تغزو قلبك فقط بل تشعر باضطراب في كل أنحاء جسدك حال حدوثها، وفي هذا المقال سنقدّم إليك أهم طرق علاج ضربات القلب السريعة المفاجئة في المنزل، وما هي أسبابها وكيف يمكننا تجنبها قدر المستطاع.
أسباب حدوث ضربات القلب السريعة في المنزل
إنَّ خفقات القلب المتّسرعة أو الرفرفة التي تصيب القلب فجأة يوجد لديها العديد من الأسباب التي إذا لم يتم تداركها قد تودي بصاحبها إلى أمراض أكثر خطورة، ومن هذه الأسباب ما يأتي:
الاستجابة للعوامل النفسية
هنالك مشاعر عاطفية كثيرة تساعد في زيادة خفقات القلب كالحب ويقابله مشاعر أكثر كالكره والغضب أو القلق والتوتر والخوف، وقد وضع العلماء رقماً يدل على معدل دقات القلب الطبيعي ويكون ما بين 60 لـ 100 ضربة في الدقيقة، وتزداد بازدياد الشعور وذلك تبعاً لما يفرزه الجسم وقتها من هرمون الأدرينالين وقد أُطلق عليه اسم الإبينفرين، ويعود السبب في ذلك أنَّ الجسم يقوم بتحضّر لأجل الاستجابة السريعة تجاه أمر معين أو لأجل اتّخاذ قرارات فوريّة.
التغيرات الهرمونية
تعد التغيرات الهرمونية من أهم الأسباب التي تساعد على زيادة خفقات القلب وخاصة عندما تكون المرأة حامل، ويعود السبب في ذلك لحاجة القلب إلى زيادة معدل ضخ الدم ثمَّ إلى المشيمة ومن بعدها لتنتشر حول الجسم تلبيةً لحاجات الجنين، فضلًا عن ذلك تتعرض الفتيات شهرياً لزيادة خفقات قلبها في فترة الطمث أو بعد انقطاع الحيض بحدود سن الأربعين.
الأدوية الطبيّة

هنالك بعض الأدوية تسبب تسرّع خفقات القلب وعدم انتظامه كتأثيرات جانبية، فمثلًا أدوية الربو من أكثر الأدوية التي تحفز القلب على زيادة معدل خفقانه في الدقيقة الواحدة، وذلك لما تحمله من نسبة أكسجين عالية، فضلاً عن ذلك يعاني مرضى ارتفاع الدم أيضاً بزيادة خفقات القلب سواء من حيث مرضهم أو حال خضوعهم لعلاج دوائي، وتعتبر مضادات الهيستامين والمضادات الحيوية كإريثروميسين من الأدوية الشائعة التي تجعل القلب يضرب بقوة وسرعة.
المكملات الغذائيّة
قد تسبب المكملات الغذائيّة بعض التأثيرات الجانبية لدى المريض، ولا يمكن تحديد ماهية التأثر لأنه يختلف من شخص لآخر حسب طبيعة جسده وقدرته على الاستجابة، ومن أهم المكملات الغذائية التي تساعد على ارتفاع معدل خفقات القلب فجأة هي متممات البرتقال المر، وهو يستخدم في غالب الأحيان كوسيلة لتخفيف من حرقة المعدة، أو لأجل احتقان الأنف والحلق، وبعض الأشخاص تستخدمه كعامل أساسي يساعد على تحفيز أدائهم الرياضي، فضلاً عن ذلك يوجد مكملات أخرى كنبات الناردين، وهو متمم غذائي فعّال يساعد على تخفيف حالات القلق والأرق وغيرها من الأمور.
الكافيين أو الكافئين
إنَّ الكافيين موجود ضمن مشروبات شهيرة وشعبية عدّة كالشاي، والقهوة، والكابتشينو وأيضاً المشروبات الغازية، ولا يمكننا أن ننسى أنه موجود أيضاً في الشوكولا ولكن بكميات مختلفة حسب نوعها، وقد يحدث أحياناً أن يتواجد في بعض الأدوية الطبيّة، وحقيقةً إنه ليس جيداً بالنسبة لجسم الإنسان وصحته فهو من أهم الأسباب التي تساعد على زيادة معدل خفقات القلب غير الأمراض الأخرى التي تلحقه مثل ارتفاع ضغط الدم والأرق، وفي بعض الحالات قد تسبب للإنسان حساسية معينة يختلف انتشارها وطبيعتها من شخص لآخر.
علاج ضربات القلب المفاجئة في المنزل
يلجأ الإنسان إلى طرق لعلاج ضربات القلب السريعة المفاجئة في المنزل لكونه علاج مبدئي قبل الذهاب إلى الطبيب ودخوله لعالم الأدوية إن كان مرضه مزمناً، ومن أهم تلك الطرق سنقدّم إليكم ما يأتي:
- يمكن للإنسان الذي يصاب بضربات قلب قوية فجأة أن يسترخي قدر المستطاع كعلاج مبدئي ويكون ذلك في مكانٍ هادئ يبعث الراحة والهدوء للقيام بيوغا مثلاً أو التأمل أو التنفس العميق.
- يعتبر شرب الماء النقي من أهم طرق علاج ضربات القلب السريعة المفاجئة في المنزل وأكثرها تداولاً، لأنَّ الجفاف الذي يسببه قلة الماء يساعد على زيادة لزوجة الدم مما يؤدي إلى زيادة خفقات القلب.
- يعتبر استعادة اتّزان الكهارل إحدى أهم طرق علاج ضربات القلب السريعة المفاجئة في المنزل، وهو نظام غذائي يتبعه المريض كأن يكون في وجباته اليومية فيتامينات معينة كالصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم وغيرها من الفيتامنيات.
- من أهم الأطعمة التي تساعد على تنظيم خفقات القلب: البطاطا، والسبانخ والسمك والمكسرات وغيرها من الأطعمة الكثيرة.
- الأهم من كل ما سبق أن يتجنب المريض المنبهات وخاصة إن كان يتعامل معها يومياً كالقهوة مثلاً، وغالباً هذا البند يغني عن أي علاج لضربات القلب السريعة المفاجئة في المنزل.
علاج ضربات القلب السريعة في المنزل

يخضع مرضى القلب لعلاج منزلي بعيداً عن العلاج الدوائي الذي يصفه لهم الطبيب، وخاصة في حالة حدوث نوبات شديدة السرعة بحيث يكون المريض غير قادر على أخذ الدواء، ومن أهم هذه الطرق العلاجية ما يأتي:
- يجب على الإنسان الذي يبحث عن طرق علاج ضربات القلب السريعة المفاجئة في المنزل أن يتّبع مناورات العصب المبهم، وهو عبارة عن حركات معينة يقوم بها لأجل التحكّم الخارجي بضربات القلب كالسعال مثلاً، أو جعل الجسم ينحني إلى الأسفل.
- كما أنه يمكن الاستفادة من الهواء النظيف وذلك باستنشاقه جيداً، وأيضاً غمر الوجه في الماء البارد يساعد على عودة ضربات القلب إلى طبيعتها، فضلاً عن ذلك قيامه بالتدليك المستمر لمنطقة القلب وخاصة عند منطقة الشريان السباتي.
- من الضروري جداً عدم التغافل عن شرب على الأقل كأس من الماء في كل مرة تأتي نوبة تسارع ضربات القلب.
علاج ضربات القلب السريعة في المنزل بالأعشاب
بعض الأشخاص الصحيين لا يحوا أن تلجأ إلى العلاج الدوائي أو العلاج المبدئي الذي يعيد خفقات القلب إلى حالتها الطبيعة في لحظتها، لذلك يفضلون اتّباع علاج ضربات القلب السريعة في المنزل بالأعشاب، ومن أهم الأعشاب الفعّالة ما يأتي:
- تعتبر عشبة الناردين من أشهر الأعشاب الطبيّة التي تساعد على تنظيم خفقات القلب وليس فقط كذلك بل تسهم في استرخاء عضلات الجسم كلها، وعلى وجه الخصوص الأعصاب مما تزيل التوتر والقلق.
- يعد الشاي الأخضر من أنفع طرق علاج ضربات القلب السريعة المفاجئة في المنزل عن طريق الأعشاب، وذلك لما يحتويه على مضادات أكسدة تقوم بحماية القلب من العوامل المسببة لتّسرعه.
- كما أنَّ الثوم البري يساعد على تنظيم ضربات القلب وحماية الشرايين من أي ليونة زائدة أو تصلّب ويقوم بتحسين الدورة الدموية كلها، وكذلك الأمر بالنسبة لعصير الرمان، أو بذر الكتان أو أي عشبة يوجد بها أملاح البوتاسيوم.
نصائح للحفاظ على القلب وانتظامه
يجب علينا أن نحافظ على عدم حدوث تسارع ضربات القلب قدر الإمكان وحمايته من أي خطر داخلي أو خارجي فهو أساس وجودنا في هذه الحياة، ولذلك سنقدّم إليكم نصائح عدّة تسهم في المحافظة على صحة القلب وتنظيم ضرباته، وذلك وفق ما يأتي:
- يجب على الإنسان أن يقوم بأداء التمرينات الرياضية، بحيث لا تقل أو تزيد عن ساعتين ونصف أسبوعياً وبهذا يكون حافظ على رشاقة جسده وبذات الوقت قام بحماية قلبه.
- المحافظة على وجود مستويات معينة للكولسترول في جسده، بمعنى أن يتناول الأطعمة غير الصحية ضمن حدود طبيعية يكون الجسم بحاجتها، وذلك كي لا يصاب بدهون تلحق الضرر بعملية تنفسه أو تصلب شريان قلبه.
- على الإنسان أن يكثر من تناول الحبوب الطبيعية أو ما يُعرف بالبقوليات فضلاً عن ذلك تناول البروتينات والخضراوات الطازجة والفاكهة النظيفة.
- أهم ما يعزز المحافظة على صحة القلب أن يُقلع المدخن عن التدخين حتّى ولو لم يكن كذلك عليه الابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن والأشخاص التي يوجد بها دخان بكميات كبيرة.
متى يجب الذهاب إلى الطبيب؟

هنالك بعض الأعراض التي تظهر على الإنسان المصاب بمرض القلب وعند تكرارها عليه مراجعة الطبيب فوراً، فالأمر لا يتوقف فقط على نوبة ضربات قلب سريعة بل هنالك أعراض أخرى ومنها ما يأتي:
- استمرار سرعة ضربات القلب مع الشعور بوخزة يصحبها ألام شديدة في كل مرة.
- الشعور الدائم بصعوبة التنفس حتى عند وجوده مكان فيه هواء نظيف.
- حدوث حالة إغماء مفاجئة.
كيف يمكن الاستعداد لمقابلة الطبيب؟
يوجد هنالك حاجة كبيرة لمعرفة ماهية الأسئلة التي سيطرحها المريض على الطبيب استعداداً لرؤيته، ويعود السبب في ذلك أنَّ بعض الأشخاص لا تجيد التحدّث أو التعبير عن آلامها، ومن أهم هذه الأسئلة:
- ما السبب الأساسي لتكرار حالة ضربات القلب السريعة؟
- عندي مشكلات صحية غير مشكلة قلبي فكيف يمكنني معالجة الاثنين معاً؟
- ما هي الفحوصات اللازمة التي عليَّ إجرائها لتحديد حالتي المرضية أكثر؟
ما هي الأسئلة التي يسألها الطبيب لمريضه؟
الطبيب أيضاً بحاجة كبيرة لمعرفة ماذا يحدث مع مريضه لأجل تحديد طرق علاجه وماهية مرضه، ولهذا يجب على المريض أن يساعده وذلك عن طريق تحضير الإجابات الدقيقة له، ومن أهم الأسئلة التي سيطرحها الطبيب هي الآتية:
- ماذا تشعر عند حدوث ضربات في قلبك تزداد سرعة؟
- هل تبدأ النوبة فجأة وتنتهي فجأة؟
- هل تشعر بتأثيرات أخرى كضيق تنفسك أو الارتجاف مثلاً؟
- ما هي الحوافز التي تثير تعرضك لنوبة ضربات القلب السريعة؟
- ماذا تفعل لأجل تهدئة نفسك في هذه الحالة؟
وفي ختام المقال، علينا ألا نتهاون في علاج ضربات القلب السريعة المفاجئة في المنزل فقد يكون الأمر فعلاً ليس بحاجة إلى مراجعة طبيب، لأنَّ الإنسان حكيم نفسه يعرف تماماً أسباب أمراضه وأوجاعه حتّى وإن كان ينكر وجودها، ولكن في حال تكرار النوبة أو ازدياد حديّة الألم هنا عليه ألا يهمل نفسه ويذهب مباشرة إلى أقرب طبيب.