عندما تتكون الأنثى داخل رحم الأم وتكتمل أعضاؤها، فإنها تحمل داخلها عدد من البويضات لا يتجاوز مليوني بويضة، غير أن هذا العدد لا يلبث أن يقل بمجرد خروجها إلى الوسط الخارجي ليصبح نصف مليون بويضة، هذه البويضات من هذه المرحلة وحتى البلوغ تكون في حالة ثبات، ويؤكد هذا الأمر عدم ظهور الطمث منذ الولادة.
في مرحلة البلوغ أصبح الآن مخزون البويضات حوالي ثلاثمئة ألف بويضة، ونتج عنها إباضة وعلامات لظهورها، وعلامات انتهاء فترة التبويض، إلا أن هذه البويضات تبلغ جودتها الذروة من عمر البلوغ إلى عمر الثلاثين، والأمر مختلف تمامًا بعد هذا السن؛ إذا تقل فرص الإنجاب مقارنة بالأعمار الأصغر، وتقل جودة البويضات إلى أن ينتهي المخزون في سن اليأس، حيث تتوقف الإباضة، وتتوقف الدورة الطمثية، وتصبح المرأة غير قادرة على الإنجاب، فما هي إذًا علامات انتهاء فترة التبويض؟
أعراض التبويض خلال فترة الدورة الطمثية
يمكن أن تلاحظ السيدة مجموعة من الأعراض أثناء نزول دم الطمث، هذه الأعراض تدل على التبويض دون أن يكون لها ارتباط بعلامات انتهاء فترة التبويض، ويمكن ذكرها على النحو التالي:
- انتظام الدورة الطمثية يعني انتظام الإباضة، وتأخيرها يعني تأخير الإباضة.
- ألم الدورة دلالة إيجابية على حدوث تبويض في الدورة السابقة.
- ارتفاع الحرارة عن النصف الأول من الدورة بمعدل نصف درجة مئوية، ويعد هرمون البروجسترون هو المسؤول عن ارتفاع الحرارة فترة الإباضة.
- أعراض تسبق نزول الطمث (الانتفاخ، التوتر، ألم الصدر) تعد إشارات على حدوث التبويض.
- نسبة هرمون البروجسترون في الدم يتم قياسها في اليوم 21 من الدورة، إذا كانت أكثر من 10 فإنه قد حدث تبويض.
- إفرازات منتصف الشهر من المهبل.
علامات انتهاء فترة التبويض

سادت أقاويل قديمة بأنه في كل دورة طمث فإن مبيض واحد يطلق بويضة، كما أن البعض قال إن المبيض الأيمن هو المسؤول عن الولد، في حين تكون الأنثى من نصيب المبيض الأيسر، فكيف نعرف علامات انتهاء فترة التبويض إذًا، إذا وافقنا على هذه الأمور وسلمنا بها فإن من المفروض ألا تصل المرأة أبدًا إلى سن اليأس، لأنها تستمر بطرح بويضة فقط كل شهر من المخزون المحدود عندها لهذه البيوض.
أثبتت الدراسات العلمية أنه وفي كل دورة حيض يتم طرح مجموعة من البويضات، هذه البويضات واحدة منها فقط تصل إلى الحجم المناسب أي حوالي 18ـ 22 ملم، ويطلق عليها الملكة فإن حالفها الحظ والتقت بنطفة مناسبة يتم التلقيح، غير ذلك فإنها تسقط في الدورة التالية، ولنتعرف على علامات انتهاء فترة التبويض في التالي:
- الإفرازات التي سبق ولاحظتها السيدة في فترة سابقة حوالي منتصف الدورة لم تعد موجودة.
- انخفضت درجة الحرارة عما كانت عليه، إذ ذكرنا سابقًا أن الإباضة يرافقها ارتفاع في درجة الحرارة ويستمر ارتفاع طفيف في حالة الحمل إلا أن انخفاض الحرارة يعد من علامات انتهاء فترة التبويض.
- إفرازات المهبل لم تعد شفافة كما كانت وإنما أصبحت أكثر سماكة من ذي قبل، وهذه أيضًا من علامات انتهاء فترة التبويض.
- إحساس السيدة بانتفاخات في ثديها يعتبر كذلك من علامات انتهاء فترة التبويض.
مراحل الدورة الطمثية
لكي تصل المرأة إلى مرحلة انتهاء أيام التبويض يجب أن تمر على مراحل نذكرها في التالي:
المرحلة الأولى: هي نزول دم الطمث
يحدث نتيجة انسلاخ الطبقة الداخلية من بطانة الرحم وخروجها عبر المهبل، تختلف مدة هذه المرحلة من امرأة لأخرى وهي عادة تكون بين 3ـ7 أيام، كما يمكن أن تختلف عند نفس المرأة من دورة لأخرى.
المرحلة الثانية: الطور الجريبي
يبدأ تزامنًا مع نزول الطمث وينتهي في فترة الإباضة، حيث تقوم الغدة النخامية بإفراز هرمون (Fsh) المحفز للجريب فينشط حوالي من 10ـ20 جريب داخل المبيض، وداخل كل جريب يوجد بيضة غير ناضجة، كما تقوم بإفراز هرمون (Lh) الذي يزيد نمو الجريب، يقوم الجريب بإفراز هرمون الأستروجين الذي يزيد من سُمك البطانة في الرحم. يتطور جريب واحد فقط وينضج ويصل سطح المبيض، أما الجريبات الباقية يعاد امتصاصها وتتلاشى.
المرحلة الثالثة: مرحلة التبويض
التبويض يعني أن حجم البويضة أصبح 18ـ22 ملم، ويتم ذلك بواسطة هرمون الأستروجين المفرز في المرحلة السابقة، والذي يعمل على تحفيز الغدة النخامية لإفراز الهرمون اللوتيني فيخرج البويضة من الجريب منتقلة إلى قناة فالوب، وهنا إذا حدث حمل تبدأ خطوات انتقالها إلى الرحم وانغراسها، أما في حال لم يحدث حمل فهي سوف تنتقل إلى الرحم وتتحلل خلال مدة أقصاها 24 ساعة. وفي هذه المرحلة بالذات يمكن ملاحظة أعراض انتهاء أيام التبويض.
المرحلة الرابعة: طور الجسم الأصفر
يقوم الجريب الذي طرح البويضة الناضجة بفرز كمية مرتفعة من البروجسترون، وقليل من الأستروجين، يعملان معًا على تهيئة مخاطية الرحم وزيادة سمكها، إذا لم يتم التلقيح يتلاشى الجريب هذا وتنخفض نسبة البروجسترون، وتنسلخ بطانة الرحم وتخرج عن طريق المهبل( الدورة الطمثية).
التقنيات المستخدمة لتحديد فترة التبويض

تتعدد الوسائل التي تمكن السيدة من تحديد فترة الإباضة لتحقيق الغاية المرجوة سواء كانت الحمل، أو منع الحمل، وتتوفر مجموعة من الوسائل نذكرها على سبيل المثال وليس الحصر على النحو التالي:
- متابعة الدورة والتبويض باستخدام حاسبات متوفرة من خلال تطبيق على الهاتف النقال.
- متابعة ما يطرأ على جسم المرأة من أمور وملاحظة أعراض الإباضة، وعلامات انتهاء فترة التبويض.
- أجهزة كشف الإباضة والتي تشبه إلى حد كبير كواشف الحمل من حيث ظهور خطين دلالةً على الإيجاب.
- أجهزة خاصة بمعرفة معدل هرمون البروجسترون؛ إذ أن هذا الهرمون يرتفع بعد الإباضة، وانخفاضه من علامات انتهاء فترة التبويض.
- أما عن أسهل طريقة لحساب أيام التبويض تتم بالاعتماد على عدد أيام الدورة الشهرية وطرح الرقم 14 منها وبالتالي نحصل على موعد الإباضة بشكل دقيق. فمثلًا دورة السيدة 28 يومًا تطرح منها 14 كما يلي 28-14=14، إذًا موعد الإباضة هو اليوم 14 من الدورة. أما إذا كانت دورة السيدة 33 يومًا بطرح 14 يصبح موعد الإباضة كما يلي 33-14=19 إذًا اليوم 19 من الدورة هو يوم الإباضة.
وبهذا الشكل نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على أهم علامات انتهاء فترة التبويض، حيث تحدثنا عن كل الأمور المتعلقة بفترة التبويض وكيفية حدوثها والكشف عنها.