باحثان مقيمان في قطر يطوران تقنية مبتكرة لتشخيص سرطان الدم

طور باحثان طبيان، يعملان في مركز قطر للطب الوراثي التابع لمؤسسة حمد الطبية ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، طريقة تشخيص جزيئية تُمكِن الأطباء من فحص السرطان على المستوى الجيني للمرة الأولى، بتمويل كامل من الجهات المعنية في قطر. ويتميز جهاز التشخيص الجزيئي بتقديمه لتقنية جديدة توفر خدمة التشخيص الشخصي لمرض سرطان الدم. ويمكن أن يحدد الجهاز المبتكر المطور حديثًا خطورة السرطان، إلى جانب مراقبة المريض أثناء تلقيه للعلاج.
ويُعد سرطان الدم أكثر أنواع السرطان شيوعًا في المنطقة حالياً. وقد طُور نموذج الجهاز الجديد، الذي يعرف باسم "إم دي إكس"، بالكامل في قطر على يد الدكتور نادر الدويك، الباحث بمركز قطر للطب الوراثي التابع لمؤسسة حمد الطبية، بالتعاون مع الدكتور وليد قرنفلة، مدير البحوث والسياسات بمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، في إطار مبادرة الطب الحيوي التطبيقي، التي يمولها برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية، التابع لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا. ويكمن الهدف من وراء هذه المبادرة في الاستفادة من البيانات التي يجمعها برنامج قطر جينوم في المستقبل لتطوير المزيد من أجهزة التشخيص، التي يمكن استخدامها في علاج الاضطرابات الوراثية والأيضية. وتثمر مثل هذه المبادرات عن تحقيق نتائج إيجابية لإدارة الرعاية الصحية في قطر على مستوى السياسات.
وقد صُمم هذا النموذج خصيصًا لسكان دولة قطر والمنطقة، حيث ينظر النموذج بعين الاعتبار إلى التركيبة السكانية الفريدة لسكان المنطقة. وسوف تسهل أجهزة "إم دي إكس" بشكل إضافي من الجهود الرامية لتطوير الطب الشخصي الذي يوفر طرق علاجية مصممة لتلبية الظروف الصحية للمرضى.
وقد نشر الباحثان المقيمان في قطر مقالة بحثية، مؤخرًا، بعنوان "ابتكارات طب الجينوم: توجهات تشكل مستقبل الرعاية الصحية وما بعد ذلك"، سلطت الضوء على تطوير الجهاز المبتكر في الدورية الدولية للبحوث المتقدمة.
وتعليقًا له على نتائج استخدام جهاز "إم دي إكس" على نظام الرعاية الصحية في قطر، صرَّح الدكتور وليد قرنقلة قائلًا: "يحسّن النموذج الأولي لجهاز إم دي إكس المبتكر، الذي جرى تطويره في قطر، من قدرة الأطباء على اتخاذ قرارات مستنيرة بخصوص علاج المشاكل الصحية لمرضاهم في الوقت المناسب، مع توفير وسائل الراحة والقيمة المالية لنظام الرعاية الصحية. ويساهم هذا النموذج الأولي في تعزيز مكانة دولة قطر كمركز للفحوصات المختبرية المعتمدة، ويساعد في تمهيد الطريق نحو تحقيق زيادة كبيرة في استخدام الطب الدقيق في التعامل مع أشكال الأمراض على تؤثر على سكان المنطقة بشكل خاص."
وكان الدكتور وليد قرنفلة قد طور أيضًا، بالتعاون مع شركة إم إس بيوويركس ذ.م.م. الأمريكية ومؤسسة نيكست جنيريشان ساينسيز الأمريكية، تصورًا جديدًا لسير عمل جهاز قياس الطيف الكتلي الذي يقيس البروتينات المتعددة في نفس الوقت، وهو ما يساهم في زيادة فعالية العملية من حيث التكلفة والوقت. ويسمح هذا التصور الجديد لسير العمل باكتشاف وتأكيد العلامات الحيوية للبروتينات، وقد يستخدم في عمليات اتخاذ القرارات الحاسمة مثل اختيار جرعة الدواء المناسبة للمريض. ويمكن أن تعالج اللوحة متعددة الأغراض ما يقرب من 100 بروتين في نفس الوقت، وتتميز بآثارها الإيجابية بالنسبة للعلماء والممارسين الطبيين الذي يسعون لاستخدام هذه السوائل البدنية ليس فقط في تشخيص السرطان، ولكن أيضًا في تشخيص الأمراض التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، وخصوصًا مرض الزهايمر، ومرض باركينسون، ومرض التصلب المتعدد.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.
مؤسسة حمد الطبية
تعتبر مؤسسة حمد الطبية المؤسسة الأولى غير الربحية التي توفر الرعاية الصحية في دولة قطر، وقد تم تأسيسها بموجب مرسوم أميري في العام 1979، وهي تدير خمسة مستشفيات متخصصة هى: مستشفى حمد العام، ومستشفى الرميلة، ومستشفى النساء والولادة، ومستشفى الأمل، ومستشفى الخور، وقد شهدت المؤسسة منذ تأسيسها تطوراً متسارعاً في مختلف مرافقها الطبية، مما مكنها من توفير خدمات تشخيصية وعلاجية عالية الجودة لمختلف الأمراض والتي لم تكن متاحة من قبل إلا في مراكز طبية خارج الدولة.