مؤسسة قطر تمكّن طلابها من تحويل الأفكار إلى حلول مبتكرة من خلال فعالية "الهاكاثون"
نظّم التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر فعالية "الهاكاثون" بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عبر مبادرتها ستوديو5، في إطار التزام مؤسسة قطر بترسيخ قيم الابتكار وتعزيز التفكير النقدي لدى طلبتها.
شارك في الفعالية 18 طالبًا وطالبة من أكاديمية قطر – السدرة وأكاديميّتي، لتطوير أفكار مبتكرة تتناول مستقبل الإنسان وسلوكه تحت تأثير التطور التكنولوجي، واستكشاف انعكاسات ذلك على القيم الإنسانية والتعليم في المستقبل، وذلك تماشيًا مع الموضوع العام لقمة وايز 12، التي تتمحور حول مفهوم الإنسانية في عصر التكنولوجيا، تحت شعار "الإنسان أولًا: القيم الإنسانية في صميم النُظم التعليمية".
وخلال الفعالية، عرض الطلاب مشاريعهم أمام لجنة تحكيم متخصصة تضم نخبة من الخبراء في مجالات التعليم والتكنولوجيا والابتكار. وقد تم اختيار فريقين من أكاديميتي، هما فريق "نبض"، الفريق الفائز بالمركز الأول، وفريق "كيب كلوز" الحاصل على المركز الثاني، لعرض تجربتهما خلال جلسة ضمن فعاليات القمة العالمية للابتكار في التعليم "وايز 12".
وقالت سارة الهاجري، المدير التنفيذي لإدارة شؤون الطلاب والمشاركة المجتمعية :"تأتي فعالية الهاكاثون لتجسّد رسالة مؤسسة قطر في جعل التعليم تجربة حيّة ومترابطة مع المجتمع، حيث نتيح للطلاب مساحة للتفكير والإبداع ومناقشة قضايا معاصرة تمس حاضرهم ومستقبلهم."
وتابعت الهاجري: "نؤمن أن التكنولوجيا يجب أن تكون في خدمة الإنسان، لا العكس، وأن التعليم هو المنصة التي تمكّن الجيل القادم من استخدام الابتكار لتحقيق التوازن بين التقدم التقني والقيم الإنسانية."
وأضافت الهاجري: "إن تعاوننا مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات واستوديو 5 يعكس قوة الشراكة بين المؤسسات التعليمية والقطاعات الوطنية في دعم مسيرة الابتكار. كما أن إشراك أولياء الأمور والخبراء في هذه التجربة يعزز مفهوم التعلم التفاعلي، ويؤكد على أن التعليم لا ينفصل عن بيئته الاجتماعية."
كما أكدت الهاجري على أهمية تطوير مهارات الطلاب ومشاركتهم في مثل هذه الفعاليات، قائلًة: "إن إشراك الطلاب في فعاليات عملية كتحدي الهاكاثون يمنحهم فرصة لاكتساب مهارات واقعية في الابتكار والعمل الجماعي، ويعزز قدرتهم على التفكير الناقد والإبداعي. مثل هذه التجارب تفتح أمامهم آفاقًا جديدة لتطبيق المعرفة في سياقات حياتية حقيقية، وتغرس فيهم الثقة والقدرة على تحويل الأفكار إلى حلول تخدم المجتمع."
وأوضحت الهاجري أن هذه المبادرة تمثل نموذجًا عمليًا لرؤية التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، التي تضع الإنسان والقيم في صميم العملية التعليمية، وتعمل على تمكين الطلاب من أن يكونوا عناصر فاعلة في بناء مجتمع سريع التغير تقوده التكنولوجيا.
واختتمت الهاجري مؤكدةً أهمية مثل هذه المبادرات في ترسيخ مكانة المدينة التعليمية كمركز عالمي للابتكار التعليمي والفكر الإنساني، مشيرةً إلى أن هذه التجارب تسهم في إبراز إنجازات مدارس مؤسسة قطر ومبادراتها البحثية على الساحة الدولية، بما يعزّز مكانة المؤسسة كجهة رائدة في مجال الابتكار في التعليم.
تعقيبها على ختام الهاكاثون، أكدت نوف عبد العزيز الحداد، رئيس قسم الكفاءات الرقمية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومدير مشروع ستوديو 5، قائلةً: "هذا التعاون يأتي امتدادًا لجهود الوزارة في تحقيق مستهدفات البرنامج الرقمي 2030، من خلال الاستثمار في تنمية المواهب الوطنية، وتوفير فرص الوصول إلى برامج تدريبية، والإسهام بإنشاء بيئات تعليمية تقدمية تتيح للمشاركين التعلم العملي، وتمنحهم أدوات وتقنيات حديثة تعزز مهاراتهم الرقمية وتدفعهم نحو الابتكار والإبداع."
وأشارت الحداد إلى أن هذه الرؤية تجسدت عمليًا من خلال ما قدمه ستوديو 5 من جلسات تدريبية نوعية لطلاب مدرستيّ أكاديميتي وأكاديمية قطر – السدرة. إذ تناولت مجالات برمجة الإلكترونيات، والتصميم ثلاثي الأبعاد، والطباعة باستخدام أحدث الطابعات ثلاثية الأبعاد، مما أتاح للطلاب فرصة التفاعل المباشر مع التقنيات الحديثة، وصقل مهاراتهم في بيئة تعليمية محفزة على الإبداع والتجريب.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.