مؤسسة قطر تواصل إلهام الشباب لارتياد آفاقٍ جديدة في ذكراها العشرين

التزامًا منها بتنمية مهارات الشباب وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لتمكينهم من تحقيق النجاح في حياتهم الخاصة والمهنية، لم تأل مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع جهدًا في دعم المهارات القيادية لدى الشباب وتعزيز قدراتهم على البحث والابتكار بما يتناسب مع رؤية قطر الوطنية 2030 الرامية لتحويل الاقتصاد القطري إلى اقتصاد قائم على المعرفة عبر الاستثمار في التعليم وتنمية القدرات البشرية والعلمية والبحثية.
وتدرك مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع أن البشر أغلى مواردها، وهو هدف يبدو جليًا في مساعي المؤسسة الرامية لتزويد الطلاب ببرامج تعليمية متقدمة ومتكاملة. ويشكل الطلاب القطريون النسبة الأكبر من طلاب المؤسسة في ظل حرص العائلات القطرية على إلحاق أبنائها بمنظومة التعليم الراقية التي تقدمها مؤسسة قطر وجامعاتها المرموقة ثقةً منها في جودة وكفاءة مخرجات هذه الجامعات. وقد تم اختيار هذه الجامعات، بعناية فائقة لتمكين القطريين من التسجيل في مقررات تعليمية مبتكرة تقدم باقة من التخصصات المتنوعة والفريدة. وتؤدي هذه الجامعات دورًا فعالًا في تمكين الطلاب من تحقيق النجاح والتفوق في حياتهم الأكاديمية والمهنية.
وقد قدَّمت المؤسسة العديد من قصص النجاح المبهرة للمجتمع بتخريجها لشباب مسلحين بقوة العلم والمعرفة يساهمون بحماس في مسيرة تقدم بلادهم وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية ورد الجميل للمجتمع القطري. ومن بين النماذج المشرفة للعائلات التي تحرص على الدراسة في الجامعات التابعة لمؤسسة قطر الموجودة بالمدينة التعليمية قصة نجاح "الأشقاء حجي" التي تضم زينب حجي وشقيقاها حسين وزهرة.
وقد تخرجت الأخت الكبرى زينب حجي من جامعة تكساس إي أند أم عام 2012، والتحقت بالعمل في شركة قطر للبترول فور تخرجها من الجامعة حيث تشغل حاليًا منصب مهندسة عمليات أولى في الشركة. وتعتز زينب بدراستها في جامعة تكساس إي أند أم حيث تقول: "ما يميز جامعة تكساس إي أند أم عن الجامعات الأخرى قيمها الأساسية الستة، وهي التميز والاستقامة والقيادة والولاء والاحترام والخدمة المتفانية للغير. وقد رسخت الجامعة بنجاح هذه القواعد الأخلاقية للسلوك من خلال تعليمها وتقاليدها المرموقة".
وتحكي زينب عن تجربتها الدراسية الفريدة في الجامعة فتقول: "تعلّمنا كخريجين كيفية الارتقاء بمستوياتنا والسعي لتحقيق التميز هديًا بمبادئ الاستقامة والقدوة الحسنة، حيث نسعى دائمًا لخدمة المجتمع واحترام الأشخاص المتعاملين معنا".
وتكرس الهيئات التعليمية في مؤسسة قطر جهودها لتقديم تجربة تعليمية متكاملة لا تقتصر على التعليم فحسب، ولكنها توفر أيضًا فرص التطوير الشخصية، حيث صُممت هذه التجارب لتمكين الشباب وتوسيع آفاقهم وإعدادهم لكي يصبحوا قادة فاعلين في مجتمعاتهم المحلية.
وأشارت زينب إلى الدور الاجتماعي البارز الذي تقوم به الجامعة بقولها: "لا تتوقف جهود جامعة تكساس إي أند أم عند حدود تعليم طلابها لكي يصبحوا مهندسين رائعين، حيث تساعد الجامعة طلابها أيضًا على قطع خطواتهم الأولى على طريق القيادة عبر تشجيعهم على المشاركة وقيادة أنشطة الحياة الطلابية وبرامج التوعية والمشاركة المجتمعية خارج الإطار الهندسي، كما تعزز الإحساس بالثقة لدى طلابها لتحمل المسؤولية وتقديم التوجيه للآخرين والإيمان بقدرتهم على تحقيق أي شيء يرغبون في تحقيقه".
وعبرت زينب عن تقديرها للدور الذي تضطلع به مؤسسة قطر لدفع مسيرة التنمية والتقدم العلمي في البلاد وتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 بقولها: "تخدم مؤسسة قطر الأهداف الوطنية عن طريق دعمها لثلاثة مجالات رئيسية هي التعليم والبحوث وتنمية المجتمع، ومن ثم رعاية قادة المستقبل في قطر؛ حيث تعزز المؤسسة ثقافة التميز وتدعم جهود الإبتكار في المجتمع لتطوير قدرات بشرية مستدامة وبناء اقتصاد قائم على المعرفة والعلوم".
وتؤمن زينب بأهمية رد الجميل للمجتمع وتحقيق المصلحة العامة حيث تقول: "من المهم دائمًا أن نسعى لرد الجميل للمجتمع، وتطبيق المعرفة والمهارات التي اكتسبناها خلال مرحلة الدراسة الجامعية، والعمل بحماس مع وضع الأهداف الوطنية في اعتبارنا وتعزيز روح العمل الجماعي والتواصل بفعالية وكفاءة لخدمة بلادنا على الوجه الأمثل".
وبدوره، تخرج حسين، شقيق زينب الأصغر، من جامعة كارنيجي ميلون في قطر، وهي واحدة من أفضل الجامعات العالمية المتخصصة في مجال دراسات الحاسوب وإدارة الأعمال، عام 2013 في تخصص إدارة الأعمال. ويعمل حسين حاليًا كمحلل مالي مشارك في شركة شِل قطر العالمية.
وتتميز جامعات مؤسسة قطر بتوافر إمكانية الدراسة فيها لجميع الطلاب المقيمين في قطر حيث تستوعب هذه الجامعات حاليًا طلابًا ينتمون لأكثر من 90 جنسية مختلفة. وقد عززت المؤسسة الحياة التعليمية ووفرت مجتمعًا تعليميًا ثريًا من خلال التنوع الثقافي.
وعن تجربته الدراسية الفريدة في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، يقول حسين: "تتميز الجامعة ببيئتها متعددة الجنسيات وقلة عدد الطلاب الدارسين فيها، وهو ما يساعد الأساتذة في التعرف على الطلاب بصفة شخصية، كما يتيح للطلاب إمكانية التفاعل مع مختلف الثقافات والخلفيات العالمية. وتساعد هذه الأجواء في بناء شخصية الطالب القطري وتمكينه من التعامل مع الطلاب الدارسين في الجامعة الذين ينتمون إلى جنسيات أخرى من مختلف دول العالم"
ويحكي حسين عن الخصائص الفريدة التي تميز الجامعة فيقول: "تقدم الجامعة مجموعة من الأنشطة الرائعة والمتنوعة التي تساعد في تطبيق البرامج الدراسية على أرض الواقع. وقد أتيحت ليّ الفرصة للتعامل مع الشركات الموجودة في دولة قطر ومعرفة احتياجات سوق العمل المحلية مع اكتساب الخبرات العالمية التي توفرها الجامعة".
ويفخر حسين بانتمائه لجامعة كارنيجي ميلون في قطر، حيث اختتم حديثه قائلاً: "أشعر بالفخر لأني أحد الخريجين القطريين الذين أثبتوا كفاءتهم في سوق العمل، وساهموا في تغيير نظرة شركة عالمية كبرى، بحجم شركة شِل، للطلبة القطريين الذين تخرجوا على أرض دولة قطر، وهو ما أدى إلى توظيف عدد من خريجي جامعات مؤسسة قطر في الشركة".
أما زهرة، الأخت الصغرى لزينب وحسين، فتدرس حالياً في كلية طب وايل كورنيل في قطر سعيًا منها لتحقيق حلمها بأن تصبح طبيبة متفوقة في مجال عملها. وتشعر زهرة بالسعادة لحصولها على فرصة للدراسة في كلية طب وايل كورنيل في قطر حيث تقول: "في الحقيقة، لقد جهزتني الكلية لمستقبل أحلم بالوصول إليه كفتاة قطرية، وهو أن أكون جراحة قطرية متفوقة في مجال تخصصي، إذ تسهم كلية طب وايل كورنيل في قطر، التي تشتهر بمعاييرها العلمية الراقية كواحدة من أبرز كليات الطب في العالم، في إعداد طلابها ليتخرجوا كأطباء وباحثين طبيين على أعلى درجة من التأهيل، وبالتالي مساعدة قطر على تحقيق رؤيتها الوطنية لعام 2030".
وأثنت زهرة على برامج التدريب العملي والبحوث التي توفرها الكلية لطلابها بقولها: "أتيحت لي الفرصة للتعرف على قدراتي الداخلية خلال زياراتي الدورية إلى المستشفيات، كما حصلت على فرصة لممارسة الأبحاث المتعلقة بمرض السكري والإجهاد في غرفة الطوارئ. وسعيدة للغاية بإجراء بحثي السريري الأول في جراحة المخ والأعصاب في طب الأطفال صيف العام الحالي".
ومثل شقيقتها الأكبر زينب، اختتمت زهرة حديثها بالتأكيد على أن دراستها الجامعية بكلية طب وايل كورنيل في قطر لم تساعدها في تطوير مهاراتها المهنية فحسب، بل ساعدتها في صقل مهاراتها الشخصية أيضًا: "تساعدني دراستي للطب في خوض سلسلة متواصلة من المغامرات التي تجعلني أرى العالم بشكل مختلف. وقد تعلمت كيف أصبح أكثر قوة من خلال التحديات التي واجهتها. كما علّمتني دراستي الجامعية في الكلية رؤية الجوانب الإيجابية في كل شيء. إنها ليست مجرد كلية تعليمية، ولكنها بيتنا الثاني. وقد تعلمت في الكلية أن إنجازاتي وعملي الدؤوب دائمًا ما يؤتي ثماره، ولهذا السبب لم أشعر باليأس مطلقًا في أي شيء"
وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة قطر تسعى جاهدةً إلى تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، من خلال طرحها لدورة تعليمية فريدة ومتكاملة تبدأ من البرامج التعليمية المخصصة للأطفال في سن ستة أشهر وحتى مرحلة الدراسات العليا. وتهدف هذه الدورة إلى إطلاق قدرات الإنسان في كل مرحلة من المراحل التعليمية، حيث تحرص المؤسسة على تشجيع الإبداع والابتكار منذ سن مبكرة ونشر ثقافة البحث العلمي وترسيخها بين الشباب من أجل إعداد نخبة من الشباب القطريين الذين يتمتعون بمهارات متطورة ولديهم من المعرفة الواسعة ما يمكنهم من النهوض بدورهم في دفع مسيرة تقدم دولة قطر، والمساعدة في طرح حلول رائدة ليس فقط للتحديات التي تواجه هؤلاء الشباب، ولكن أيضًا للتحديات التي تواجه المنطقة على نطاق أوسع.
وتحتضن المؤسسة حالياً نحو 6 آلاف طالب في إطار رسالتها الرامية إلى تعزيز ثقافة العلوم والبحوث والإسهام في تحقيق إنجازات ملموسة تصب في مصلحة المجتمع بأسره.
وعلى مدار 20 عامًا، تخَّرَج أكثر من 3300 طالب في مختلف المدارس والجامعات المنضوية تحت مظلة مؤسسة قطر، من بينهم 844 طالبًا تخَّرَجوا في برامج المؤسسة التعليمية ما قبل المرحلة الجامعية، كما خرّجت جامعة حمد بن خليفة والجامعات الشريكة لها أكثر من 2500 طالبًا انضموا إلى سوق العمل المحلي، في القطاعين العام والخاص.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.