AUB تحتفل بالذكرى ال 151 ليوم الآباء المؤسسين

إحتفلت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) اليوم بمرور 151 عاماً على تأسيسها، وذلك في احتفالٍ أقيم خصيصاً للمناسبة في قاعة "الاسمبلي هول" في حرم الجامعة.
الحفل الذي إستهل بالنشيد الوطني اللبناني، ترأسه رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري وحضره بعض أعضاء مجلس الأمناء في الجامعة ووكيل الشؤون الأكاديمية الدكتور محمد حراجلي والعمداء وعدد من اساتذة الجامعة وإدارييها وطلاب ومهتمين.
بدايةً، رحب خوري بالجميع ثم أعلن أسماء الفائزين في مسابقة مقال يوم المؤسسين وهم كامل وهبي من كلية الآداب والعلوم الذي فاز بالمرتبة الأولى، ونادين عيد ونادين عبد السلام من كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة اللتان فازتا بالمرتبة الثانية، وأوس دك الباب من كلية الآداب والعلوم الذي فاز بالمرتبة الثالثة. وألقى الفائز الأول خطاب في المناسبة قرأ فيه مقاله بعنوان "أساسات العظمة".
ثم استلم خوي المنصة مجددا وتحدث قائلاً: "قال أبراهام لينكولن: "تخفيف وجع الآخر هو نسيان لوجع المرء ذاته". وفي يوم المؤسسين، ننسى جميع التحديات التي تواجهنا ونتذكّر مجدداً لماذا تأسست الجامعة: لخلق حياة أفضل وفرص أفضل لأولئك الذين لديهم القليل منها، إن وجد. أّسَّسَ الجامعة رجالٌ أدركوا وقرّروا أنهم، يوماً ما، سوف يعلّمون معلمي المستقبل ليؤهلوا المعلمين من بعدهم لتسليمهم زمام هذا الصرح التعليمي الكبير لتعليم شعوب هذا الجزء من العالم. واليوم سمعتم ورأيتم مقالاتٍ وصوراً مرئية استثنائية عن القيادة الملتزمة والرؤوفة من العديد من طلاب جامعتنا اللامعين."
تابع: " خوسيه زغلول يتناسب تماماً مع هذا السرد، لكان تناسب بشكل مثالي مع خطط وطموحات وأهداف الآباء المؤسّسين. متحدّراً من عائلة متواضعة من شمال هذه البلاد، جاء والده ووالدته من حصرون، وهاجر والداه إلى سان رامون، كوستاريكا. وبعد حصوله على درجة البكالوريوس في الزراعة والتغذية من الجامعة الأميركية في بيروت، حصل على شهادتي ماجستير، في علوم الحيوان من الجامعة الأميركية في بيروت، وفي التغذية البشرية من جامعة فلوريدا حيث حصل فيما بعد على الدكتوراه."
أضاف: "في العام 1987، انبرى خوسيه للمشاركة في إنشاء جامعة الأرض، وهي مؤسسة دولية خاصة غير ربحية تقع في المناطق الاستوائية الأكثر رطوبة في كوستاريكا. هناك، أنشأ جامعة مكرسة لرعرعة قادة يحملون قيماً أخلاقية، من شأنهم أن يُسهموا في التنمية المستدامة للأرض، وبناء مجتمع مزدهر وعادل. وبصفته الرئيس المؤِّسس لجامعة الأرض، لعب الدكتور زغلول دوراً رائداً في تطوير فلسفة الجامعة ورؤيتها الاستراتيجية، كما وفّر قيادة متواصلة وشجاعة ومبتكرة.
وتحت رئاسته، قام خرَيجنا العظيم خوسيه زغلول بقيادة جامعة الأرض لتخرَج أكثر من ألفي ومئة طالب من تسع وثلاثين دولة مختلفة، ينتشرون الآن في جميع أنحاء العالم ويغيّرون مجتمعاتهم ويجعلون مهمة جامعة الأرض حقيقة واقعة. ريادة خوسيه الأخلاقية والمستدامة تترك أثراً في كل العالم تقريباً! وهكذا فمن الجائز القول بأن مؤسسي الجامعة الأميركية في بيروت كانوا سيفخرون بالرجل المتواضع."
ختم: "يشرّفني أن أقدم لكم عضو مجلس أمنائنا وأحد أكثر قادتنا مثاراً للإلهام في الأوساط الأكاديمية أو في العالم أو في الريادة العالمية في أي مكان، وهو الرجل الذي علّم وأرشد وحفّز ورشّح شبّاناً ليصبحوا قادة الغد، وهو نفسه رُشّح لجائزة نوبل للسلام. مرحبا بك في جامعتك، يا صديقي ومثالي، الدكتور خوسيه زغلول!"
بعد ذلك، كانت كلمة المتحدث الرئيسي في الإحتفال الدكتور خوسيه زغلول وهو أحد أعضاء مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت، والرئيس المؤسس لجامعة الأرض، الذي قال: "منذ أسابيع قليلة مضت، فاجأني الرئيس خوري بدعوتي لأخطب في هذا الاحتفال الهام. يشرّفني كثيراً أن أقف أمامكم لأشيد بأولئك الشجعان الذين أقاموا هذه المؤسسة قبل مئة وواحد وخمسين عاماً. منذ إنشاء هذه المؤسسة اندلعت حربان عالميتان، وأثّرت ظروف جغرافية سياسية عديدة في لبنان والمنطقة العربية. عانت الجامعة الأميركية في بيروت، جنباً إلى جنب مع لبنان والمنطقة من فترات اضطرابات سياسية وحروب وغزوات، بما فيها الوفاة المأساوية للرئيس مالكولم كير في العام 1984."
أضاف: "إلا أن الجامعة الأميركية في بيروت صمدت في الأزمنة الصعبة وفعلت ذلك بنزاهة وشجاعة والتزام بالحفاظ على الروح الأكاديمية. وتواصل الجامعة توفير التعليم وتعزيز حرية التعبير مصحوبة بالاحترام. وقدّمت الجامعة دائماً خدمات صحية دائماً لكلّ من يحتاجها، بِغضّ النظر عن انتماء المريض. وقدرت الجامعة على إبقاء أبوابها مفتوحة حتى في أكثر الأرقات اضطراباً. وتفقه الجامعة دورها كمحفّز لعافية المنطقة. ونتيجة لذلك، كانت هذه الجامعة الموقرة لاعباً إيجابياً ومؤثراً لأجيال عديدة. وصلابة الجامعة المُثبتة جعلت منها مؤسسة متميّزة جداً، أظهرت خلال السنوات أنها عصيّة على الاهتزاز أو التدمير. وبفضل أولئك الذين امتلكوا الرؤية والشجاعة لتأسيس الجامعة الأميركية في بيروت على أساس صلبة، ها نحن هنا نحتفل اليوم بإنجازات هذا الصرح الرائع للتعلم."
تابع: "أودّ لنا أن نتذكر كلمات رئيس جامعتنا الثاني، هوارد بلس، الذي قال في العام 1911 أن هدف الجامعة ليس حصراً أو أساسا إنتاج رجال يكونون أطباء، وصيادلة، وتجّاراً، ووعّاظاً، ومعلمين، ومحامين، ومحررين، ورجال دولة؛ لكن هدف الجامعة هو إنتاج أطباء وصيادلة وتجاراً ووعّاظاً ومعلمين ومحامين ومحررين ورجال دولة يكونون رجالاً. كلام الرئيس بلس لا يزال ينطبق اليوم، باستثناء أن الجامعة الأميركية في بيروت تطبّقه على حد سواء للرجل والمرأة. علاوة على ذلك، أؤمن جازماً بما قاله. كجامعة، فأن مركز اهتمامنا هو الإنسان، الفرد، النساء والرجال الذين نعلّمهم."
أردف: "كأفراد في أُسرة الجامعة، تقع علينا مسؤولية أداء دورٍ يُقتدى به في السلوكيات والمواقف التي نود أن نراها في العالم. ولهذا السبب فإنني أعتقد أن كلام الرئيس بلس هو اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى.
اليوم، لدينا التكنولوجيا، والاتصالات، والعلم لحل هذه المشاكل. أرسلنا مركبات فضائية إلى المريخ وما هو أبعد، لماذا لا يمكننا حل مشاكل سوء التغذية والحصول على صحة أفضل؟ لماذا ننفق الكثير من المال على الأشياء التي تدمِّر، مثل الأسلحة، بدلاً من التركيز على تحسين نوعية الحياة لشعبنا؟ تخيّلوا أنه إذا توقفنا عن أنفاق المال على الأسلحة لمدة اثني عشر يوم فقط، ستسمح الأموال الموفّرة بتعليم جميع الأطفال في العالم، وتغيير حياتهم. المؤسسات الأكاديمية لديها فرصة لمعالجة هذه القضايا من خلال إنماء قادة للتغيير. من مسؤوليتنا كجامعات أن نجتمع معاً في مهمة إنقاذ مستقبلنا."
وقال: "مجال آخر يمكن للجامعة الأميركية في بيروت أن تتشارك فيه مع جنوب الكرة الأرضية هو الأمن الغذائي. تملك أميركا اللاتينية وأفريقيا إمكانات هائلة لزيادة الإنتاج الغذائي العالمي. على سبيل المثال، اتفاقية السلام الأخيرة في كولومبيا سمحت بإعادة الوصول إلى أراضي واسعة، كان يشغلها سابقاً رجال حرب العصابات وجيوش مختلفة. وباتت هذه الأراضي متاحة الآن لإنتاج الأغذية. من ناحية أخرى، هناك تدفّق في الموارد التي يتم استثمارها في الصحراء الأفريقية في التعليم، ومراكز البحوث، وفي إنتاج الأغذية، ولها آثار إيجابية جداً على هذه القارة. إن الجامعة الأميركية في بيروت تضمّ طلاباً من أفريقيا ويمكن تنمية هذه العلاقة لتُسهم في بناء جسور للتواصل المتبادل فتستفيد أفريقيا والشرق الأوسط."
ثم أضاف: "ربما صرتم تعرفون الآن أنني من كوستاريكا. فاسمحوا لي أن أشاطركم مثالاً آخر من بلدي. العام القادم هو العام السبعون على إلغاء الجيش في كوستاريكا. بدلاً من الاستثمار في الحرب، استثمرنا في التعليم المجاني والرعاية الصحية الشاملة، واليوم نحن أقدم ديمقراطية في أميركا اللاتينية. لم تندلع ثورات لدينا، ولا يوجد عندنا حكام دكتاتوريين، ونتخب رئيساً جديداً كل أربع سنوات في انتخابات حرة وديمقراطية. وكل يوم انتخاب هو يوم عطلة وطنية، ونحن نحتفل بدون تضارب ودون أي مشكلة. ونحن نؤمن بحل النزاعات عبر الحوار. ومثلما أعرض أمثلة من كوستاريكا في لبنان، أنا متأكد من أن بلدي وبلداناً أخرى في جنوب الكرة الأرضية يمكنها تعلم الكثير من تاريخكم وتقاليدكم الغنية عبر آلاف السنين. على مر السنين أعاد لبنان بناء نفسه بعد المآسي التي عاشها ومن هذا يمكننا أن نتعلم الكثير من الدروس حول المرونة. الجامعات يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في تحفيز هذه الأنواع من عمليات التبادل. في كوكب معولم، نحن بحاجة إلى زعماء يمكنهم تغيير العالم من خلال العمل معا، عبر شمال العالم وجنوبه، لتمكين الأفراد والتصدي للأنماط السلبية التي نراها في المجتمع.
أنتم، الأجيال الشابة، والقادة الذين تعدّهم الجامعات اليوم، هم الذين سيغيّرون لبنان والمنطقة إلى الأفضل. علينا تعلم العيش معا كبلد واحد، وكجنس بشري واحد، وتضميد الجراح، وبناء الجسور، والتحوّل إلى مجتمع متناغم. يتعيّن علينا أن نتغلب على خلافاتنا وأن نتحلّى بالتضامن."
تابع: "أريد أيضاً أن أتحدّى الجامعة الأميركية في بيروت لتنبري لمهمة تحويل لبنان والمنطقة العربية إلى واحدة من الصدق والرخاء، والاحترام والكرامة، مع الفرص المتاحة للجميع وفي منطقة للسلام حيث يمكن لنا جميعا أن نعيش في وئام خلال العشرين سنة القادمة."
ختم: "علينا إطلاق علاقات جديدة، لا سيما في الجنوب العالمي، وبناء شراكة مع المؤسسات الأُخرى لضمان رؤية موحّدة للمستقبل. ويجب أن نعمل معاً لجعل أحلام المزيد من الناس ممكنة. جامعات العالم يجب أن تكون قوية لإحداث تغييرات لصالح البشر وكوكب الأرض. أنتم القوة التي يمكن أن تغيّر العالم."
بعد ذلك وقف الجميع إنشاداً لنشيد الجامعة "الألما ماتر"، قبل أن يخرج الموكب إلى الباحة الخارجية لالتقاط الصور التذكارية.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.