هل إسقاط النظام في سوريا وسيلة أم غاية؟ تعتبر المدونة شيرين الحايك هذا السؤال واحداً من عشرة أخطاء في الثورة السورية بعد مرور عشرة أشهر على اندلاعها، تعدد شيرين هذه الأخطاء العشرة بحسب وجهة نظرها مع شرح لكل سبب على حدا فكتبت:
" إسقاط النظام غاية أم وسيلة؟:
بالنسبة للكثيرين (وأنا منهم) كانت فكرة إسقاط النظام (حتى قبل الثورة) هو الوسيلة للوصول بسوريا إلى مكانة أفضل وفتح آفاق جديدة للسوريين كي يبدعوا وينجزوا ويبنوا سوريا على أفضل صورة ممكنة لأنّ النظام وفساده هو ما يؤخر ذلك. أمّا وقد أصبحَ، سواءً لكثرة الدم الذي أراقه النظام (إن كان في هذه الفترة أو في الثمانينيات أو لأسباب أخرى أكثر ثانويّة منها سيطرة بعض الحاقدين على الخطاب الثوريّ)، أصبحَ إسقاط النظام هو غاية و لم يعد مجرّد وسيلة بالنسبة للكثير من الثوار".
وتتابع المدونة:
"أصبح 'إسقاط النظام' هو الإنتصار بحدّ ذاته في حين أنهُ وحده لن يقدم شيئاً ما لم تتبعهُ مرحلة انتقالية بأهداف نبيلة و سلمية. وإذا رضينا بالتسليم، جدل، بعكس هذه الأهداف النبيلة والسلمية والأخلاقيّة في سبيل إسقاطه فلن نكون قد استفدنا شيئاً. تبديل الطاغية بطاغية والدكتاتور بدكتاتور ليس انتصاراً، بشار الأسد ليسَ إلّا شخصاً، رقماً من الأرقام في لائحة الدكتاتوريين، وأن يصبح هذا الشخص الواحد هدف الثورة جمعاء، أن يستحقّ هذا الشخص الواحد أرواحَ كلّ الشهداء الذين ماتوا، أن تنقلب المعادلة هكذا، هذا أمرٌ مخجل بحقّ الثورة وبحقّ الشهداء والسوريين وأهم من كل ذلك بحقّ سوريا الوطن".
أسباب أخرى تذكرها شيرين منها "طائفيّة الخطاب الثوريّ" و"عمليات الجيش السوري الحر".
وويرد صاحب مدونة طريفيات على تدوينة شيرين بتدوينة أخرى حيث يعتقد بأن فكرة شيرين "تصب في إطار النقد لأجل التقويم، حتى نرتقي بالعمل الثوري لأفضل شكل ممكن" لكن كان له بعض التحفظات فقام بالرد على كل نقطة وإبداء رأيه فيرد مثلا على السبب الأول قائلا:
"كنت أرغب في معرفة الوسط الذي تتحدّث عنه شيرين وتصفه وتنتقده، حتى أستطيع تحديد مقدار حجمه وهل هو الذي يشكّل الطابع العام للثوار في سوريا أم لا؟ شيرين تقول أن إسقاط النظام 'لن يقدّم شيئًا ما لم تتبعه مرحلة انتقاليّة بأهداف نبيلة وسلمية' ومن قال غير ذلك؟".
ويتابع المدون:
"كل الذين أعرفهم، يتطرقون كثيرًا لمرحلة ما بعد سقوط النظام، وماهي القيم التي يجب أن تبنى عليها سوريا القادمة، وماهي الأشياء التي لن نرضى بوجوها في مرحلة مابعد الثورة.
أعلم بأن الناس يتفاوتون في مدى إدراكهم لذلك، ولا أحد يطالب كل الناس بالإحاطة المطلقة للموضوع من كل جوانبه.
لكن بشكلٍ عام لم أصادف هذا الذي يهدف إلى إسقاط النظام دون أن يكون له أدنى فكرة عن التصور لمرحلة مابعد سقوط النظام، المهم هو الحد الادنى، ويفترض أن تكون مهمة 'الاهداف النبيلة والسلمية' هي مهمتنا، وأي تقصير في ذلك فاللوم موجه لمن يكتب وينشر على تقصيره .. وليس لمن لم تهيء له ظروفه أسباب الثقافة".
لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.
