في مبادرة قامت بها الجامعة العربية لتهدئة الوضع في سوريا دعا مجلس وزراء الخارجية العرب القيادة السورية لتشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا خلال شهرين من الآن مطالبين بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة في سوريا.وعن هذه المبادرة ورفض المعارضة لها يقول المدون السوري ياسين السويحه:
"ليس على المعارضة السوريّة أن ترفض مبادرة الجامعة العربيّة المطروحة مساء الأحد، كما ليس عليها أن توافق. ليست مُطالبة بموقف لأن المبادرة، ببساطة، غير موجّهة إليها. كلّ عناصر تنفيذ بنود المبادرة بيد النّظام وحده، وإليه توجّه وهو المُطالب برفضها أو الموافقة عليها. لماذا تتبرّع المعارضة بالرفض عوضاً عنه وتجنيبه حرج رفضها؟ بالمقابل، لماذا ستوافق على شيء ليس بيدها تنفيذه؟".
وبتابع ياسين مخاطبًا المعارضة السورية:
"كلّما عجّلنا بالاقتناع بهذه الحقيقة كلّما وفّرنا على أنفسنا المزيد من الآﻻم. على المعارضة أن تعود إلى الداخل وتثبت نفسها على الأرض كقوى سياسيّة ذات فعاليّة وتأثير ومقدرة على الإقناع والتأثير (وليس المسايرة واستجداء التأييد) وأن تعمل على تجذير اﻻنتفاضة وتوسيع رقعة عملها لتشمل كلّ قطاعات المجتمع السوري في كل مناطق الجغرافيا السّوريّة وابتكار أشكال جديدة وفعّالة للمقاومة الشعبيّة ضد قوى القمع. ميزان القوى الفاعل في سوريا هو بين نظام استبدادي تسلّطي عنيف وقوى شعبيّة تريد القطيعة معه ومع كلّ ما مثّله خلال العقود الماضية. لكلا طرفيّ الميزان سياستها الإقليميّة والدوليّة، لكن الميزان الأصلي هناك، في الشارع، بانتظار الثقل الحاسم".
أما صاحب مدونة هاني فهو لا يرى سوى ايجابية واحدة في هذه المبادرة وهي قضاؤها على أى أمل للمصالحة ما بين سوريا والجامعة العربية فيقول:
"الإيجابي في تطورات الأمس (من وجهة نظري الشخصية) هو أنها تقضي على أي أمل بالمصالحة بين سورية والجامعة العربية، وهذا أمر أنا أرتاح له شخصيا لأنه يجبر النظام السوري على الخروج من مهزلة جامعة الدول العربية".
ويضيف المدون:
"الآن النظام السوري صار في وضع حرج لأنه نظام يدعي العروبة ولكنه طرد من جامعة الدول العربية (التي هو تقليديا من أشد مؤيديها بحجة أنها تمثل العروبة)، وبالتالي النظام السوري الآن مخير بين أن يبقى منبوذا في العالم العربي أو أن يتجه لإنشاء منظمة عربية جديدة، والدولة الوحيدة حاليا التي من الممكن أن تقبل بالتشارك مع سورية في منظمة جديدة هي العراق. أي أن ما يحدث حاليا يخدم رؤيتي لمستقبل سورية (ولكنه حتما لا يخدم رؤية النظام السوري الذي يريد الاستمرار في مهزلة الجامعة العربية لكي يبيع الناس الشعارات دون أي تطبيق على أرض الواقع)".
سوريون يطالبون بالحرية.
