هل تعاني السعودية فعلاً من انتحار فكري؟. هذا ما يعتقده المدون السعودي ياسر الغسلان بعد الصخب والضجة التي رافقت قضية الكاتب السعودي الشاب حمزة كاشغري بالإضافة إلى وجود فريقين يدافع أحدهما بشدة عما اعتبره البعض إساءة للرسول الأكرم فيما يهاجم الفريق الثاني حمزة كاشغري وبقوة فيقول:
"في السعودية انتحار فكري نعم هو انتحار جماعي لمسارين لطالما تنافسوا على عقول الشباب والشابات ولطالما جددوا بضاعتهم بمقولات ومقالات واجتماعات ولكن دون عمل حقيقي او برنامج واقعي يعود على الفكر بفائدة او يعود على الانسان العادي في المجتمع بأي فائدة لم اتخيل يوم من الايام ان تصل الامور لان ينتهي المساران الفكريان في نفس التوقيت وبإرادة من مرتادي كل فكر وبطواعية دون حرب او جز الرقاب. والآن هل نحن امام ولادة مسارات فكرية جديدة تحمل نفس الصبغة ولكن برواد جدد كالفكر الاخواني مثلاً او هل يبعث الفكر القومي من جديد او الاشتراكية او الوجودية او الماسونية الصريحة".
وعن التسارع الذي تشهدة قضية حمزة كاشغري وما وصلت إليه تقول إيمان في مدونتها:
"قامت الدنيا ولم تقعد؛ ووصل الحدّ إلى المطالبة برأسه من كثير من أبناء الشعب السعودي؛ الذي يدّعي في إخلاصه في إهدار دم حمزة؛ أنّه ما يفعل ذلك حين يفعل؛ إلا دفاعا عن كرامة النبي؛ وتلقينًا لهذا العلماني الليبرالي اليهودي!
وما تعرفونه؛ أنّ السعوديين حين يكرهون شخصًا؛ فإنهم يصفونه بهذه الأشياء؛ كونك مكروه يعني لا تخرج عن كونك رافضي/علماني/ليبرالي/يهودي؛ أو كلّها معًا! - ولا أدري كيف لكنهم أدرى".
وتربط صاحبة مدونة دونكيشوتات بين رواية "1984" للكاتب جورج أورويل وقضية حمزة كاشغري قائلة:
"النظام يرى في الفكرة تهمة، النظام يرى في الكلمة جريمة، يتحوّل كاتبها لأنّه تجرأ على قول الحقيقة إلى مجرم يستحق ربّما أن تنزل به أشدّ عقوبات الأخ الكبير.
وينستون ليس بيننا، لكن حمزة الكاشغري بيننا، ومعاوية الرواحي بيننا، والعديد من الصحافيين والكاتبين والمدونين الذين حضنتهم قضبان الزنازين، وذاقوا أذى التعذيب بيننا. يريد النظام منّا أن نلتزم بسياسته، أن لا نخرج عن طورنا أبدًا ونهلوّس بالحقيقة. الحقيقة هي ما يكرهها النظام القاسي، الكلمة التي تفضحه أمام العامة، لا يريد للجميع أن يعرف أن الأوضاع سيئة إلى حدّ العدم، لا يريد للشعب أن يعرف أنّه يعيش في غابةٍ لا تحكمها سوى سلطة القوي، لا يريد للشعب أن يعرف أن الخبز وحده لا يُطعم الإنسان، لا يريد للشعب أن يعرف أنّ الاحترام والمواطنة واجبٌ للدولة تبديه اتجاه من يسكن أرضها، لا يريد للشعب أن يعرف بأنّ الخوف صنمٌ بناه الناس وحدهم وببساطةٍ يمكن تهديمه، النظام لا يريد للشعب أن يعرف أنّ التغيير ممكن، وأن الرئيس ليس مشروعًا قائمًا مدى الحياة وقابلًا للتوريث، وبأنّ أيّ إنسانٍ على وجه الأرض يملك رجاحة العقل يمكنه أن يحكم، وبأنّ الله لم ينصّب بالاسم أحدًا خليفةً له على أرضه".
لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.
