يتواصل فرار السكان المدنيين من اقليم دارفور مع اتساع نطاق المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي اسفرت عن مقتل 12 مدنيا في مدينة نيالا جنوبي الاقليم.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر طبي قوله ان 12 مدنيا قتلوا في نيالا، لكنه اشار الى ان الحصيلة اولية حيث ان معلومات تتحدث عن وجود قتلى وجرحى اخرين لم يتمكنوا من الوصول الى المستشفيات بسبب المعارك المحتدمة.
وقتل 2800 شخص منذ تفجر المعارك بين الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة لحليفه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي) منتصف نيسان/ابريل الماضي.
كما تسبب الصراع في نزوح ولجوء اكثر من خمسة ملايين سوداني داخل وخارج البلاد.
وادى انضمام مدنيين ومسلحين قبليين للقتال خصوصا في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور الى سقوط اعداد كبيرة من الضحايا، والتي قدرتها الأمم المتّحدة بقرابة 1100 قتيل، اضافة الى وقوع اعمال عنف ترقى الى "جرائم ضدّ الانسانية".
وقال شهود ان عشرات الجثث لا تزال ملقاة في الطرقات بمدينة الجنينة التي بدت مهجورة فيما تم نهب محالها التجارية التي ظلت ابوابها مشرعة.
واضافوا ان أعدادا كبيرة من العائلات تواصل الفرار الى تشاد المجاورة تحت وابل الرصاص، مشيرين الى ان قرابة 16 الفا قد لحأوا الى ذلك البلد حتى الان.

احتدام المعارك في الخرطوم
ولا يبدو الوضع اقل سوءا في الخرطوم حيث نشرت قوات الدعم السريع المزيد من الحواجز على الطرق وصعّدت من القصف المدفعي الذي تشنه على مواقع الشرطة والجيش، فيما كثف الاخير غاراته الجوية ضد القوات التي تتمتع بتواجد قوي على الارض.
واعلنت قوات الدعم السريع الاحد، انها سيطرت على قاعدة للشرطة جنوبي الخرطوم واسقطت طائرتين حريتين للجيش.
ومن جانبه، قال الجيش انه تمكن من صد ثلاثة هجمات "للمتمردين" في اشارة الى قوات الدعم السريع.
وقال شهود ان دوي قصف مدفعي واشتباكات باسلحة خفيفة يسمع في ضواحي جنوب العاصمة، فيما تحدثوا عن سقوط صواريخ المنازل" في ضاحية ام درمان شمال غرب الخرطوم.
ويعيش سكان الخرطوم في اجواء من الحر الشديد وفي ظل انقطاع للمياه والكهرباء لفترات طويلة، ما يزيد من مفاقمة معاناتهم.
معاناة اللاجئين
على الناحية الأخرى من حدود الدول التي فروا اليها، يقيم اللاجئون السودانيون تحت أسقف من فروع الآشجار، ويضطرون الى الوقوف لساعات طويلة في طوابير ممتدة للحصول على حصتهم من المياه والغذاء.
لم يتمكّن هؤلاء اللاجئون من حمل أي شئ معهم حين فروا من منازلهم التي سيطرت قوات الدعم السريع على غالبيتها، الامر الذي يضاعف من العب الملقى على الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية، والتي تعاني عملياتها من نقص في التمويل اللازم لتامين الاحتياجاتت الاساسية.
ومنذ تفجر النزاع يطالب العاملون في منظمات الاغاثة المطالبة بتسهيل وصولهم الى المدنيين وازالة العقبات الإدارية التي يواجهونها، علما ان قرابة نصف السكان لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة من دون مساعدة هذه المنظمات.
حاول الأميركيون والسعوديون على مدى اسابيع دفع الاطراف الى تسويات وصيغ تهدئة تتيح تخصيص ممرات امنة لتنقل المدنيين وايصال المساعدات الانسانية، لكن الاتفاقات التي كان يتم التوصل اليها لم تصمد في غالبيتها.
ومنذ الأربعاء علّقت واشنطن جهودها للتوسط بين الطرفين المتحاربين، معلنة انها قررت ذلك بعدما توصلت الى قناعة انهما ليسا مستعدين بعد.