نقص الموارد يهدد صناعة التمور العراقية

تاريخ النشر: 09 أبريل 2013 - 07:29 GMT
كان العراق في السابق أحد أبرز منتجي التمور عالية الجودة في العالم لكنه بات الآن يعاني من انخفاض حاد في الانتاج
كان العراق في السابق أحد أبرز منتجي التمور عالية الجودة في العالم لكنه بات الآن يعاني من انخفاض حاد في الانتاج

تسببت الحروب على مدى عقود في تقليص الانتاج الزراعي العراقي وكان نخيل البلح أحد أشد المزروعات تأثرا.

وكان العراق في السابق أحد أبرز منتجي التمور عالية الجودة في العالم لكنه بات الآن يعاني من انخفاض حاد في الانتاج من هذه السلعة الثمينة.

وكانت مدينة البصرة في جنوب البلاد هي الأشد تأثرا حيث أضرت الحروب وارتفاع ملوحة المياه بأكثر من نصف بساتين نخيل البلح الفاخر.

وكان النخيل العراقي ينتج 60 في المئة من امدادات التمور العالمية في السبعينات. لكن الصادرات تراجعت بشدة عقب حرب الخليج عام 1991. وأثرت ملوحة المياه وظاهرة التصحر على انتاج التمر في العراق أيضا.

ونتيجة لتلك الظروف يجري حاليا قطع أغلب نخيل البلح الأصفر الجاف العراقي في المنطقة الممتدة على طول شط العرب التي كانت تشتهر في السابق بمحصولها الكبير.

وأغلق كثير من مصانع المنطقة أبوابه أيضا وانخفضت مستوات الانتاج فيما بقي عاملا هناك. وقال أيوب يعقوب طه صاحب مصنع تمور البصرة " جان (كان) بالبصرة 200 مكبس (مصنع) من الفاو إلى القرنة. 200 مكبس. أصبحت من 200 مكبس ثلاث مكابس فقط. كلها اندثرت .

السبب هو قلة التمور وبسبب خسارة أصحاب الأملاك وقسم من عندهم الاسواق التي انسدت (اغلقت) بسبب الحروب.

" واستفاد طه من برنامج زراعي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يقدم دعما للمشروعات الزراعية في العراق حيث سافر إلى الولايات المتحدة في 2008 وتعرف على شركات تتبنى أساليب حديثة لانتاج التمور.

وعاد طه إلى العراق محملا بفكرة أفضل بشأن كيفية تسويق وتصدير التمر. لكنه قال إنه ينبغي للحكومة العراقية زيادة الدعم لمنتجي التمور. وقال "نحن كقطاع خاص بذلنا الجهد الكبير والدولة دعمت والدول الداعمة دعمت القطاع الحكومي وهذا من الخطأ لأن شفنا القطاع الحكومي لما دعمته اعطتهم مبالغ كبيرة انشأوا مكبسين هسة (الآن) عندنا بالبصرة لحد الآن باقية ماكو (لا يوجد) انتاج لها في حين نحن مكابس القطاع الخاص ما دعمتنا. شوف احنا استطعنا من خلال عملنا ومن خلال جهدنا أن نطور نفسنا قدرنا أن نصدر. أنا صدرت إلى أمريكا . فنزويلا إلى لندن إلى لبنان الى الامارات العربية المتحدة.

" ويقول مسؤولون في إدارة النخيل التابعة لوزارة الزراعة إن العراق يأتي حاليا في المرتبة السابعة بين أكبر منتجي التمور في العالم.

ويعتمد العراق على النفط والغاز لجني أغلب الإيرادات. ويقول مسؤولون بالشركة الحكومية المسؤولة عن تسويق التمر إن العراق كان يصدر في السبعينات نحو 700 ألف طن سنويا لكنه صدر 200 ألف طن فقط في عام 2010 .

وقبل الحرب مع إيران في الثمانينات كان لدى العراق 30 مليون نخلة تنتج مليون طن من التمر سنويا. لكن عدد النخيل انخفض إلى النصف والانتاج السنوي إلى حوالي 450 ألف طن بسبب الحملات العسكرية التي قام بها صدام حسين وبسبب إهمال القطاع على مدى عقود. كما زادت صناعة التمور ضعفا في العراق بسبب غياب الاستثمار.

وقال عبد العظيم الحكيم مدير قسم النخيل في دائرة زراعة البصرة إن الانخفاض يرجع أيضا إلى أن مزارعي النخيل يتحولون إلى قطاعات أخرى أكثر ربحية.

وقال "العديد من أصحاب البساتين بدأوا يهملون بساتينهم لأن مثل ما قلنا عملية تسويق التمور صارت صعبة لأنه توقفت المكابس فالتسويق صار قليل والسعر انخفض فالأعلبية اتجهوا إلى الوظائف الحكومية خصوصا موظفين يشتغلون في شركة نفط الجنوب فبدأوا يهملون بساتينهم وهذا أدى إلى تدهور كبير في الانتاج أدى إلى انخفاض كمية التمور.

" وفي إطار جهود حماية بساتين نخيل البلح وقعت الوزارة العام الماضي عقدا قيمته 17 مليون دولار لشراء سبع طائرات هليكوبتر لرش المحاصيل لمكافحة حشرات البساتين. لكن منتجي التمور يقولون إنه ينبغي بذل مزيد من الجهد لإعادة الصناعة إلى مجدها.