تنطلق فعاليات الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في الـ20 من نوفمبر الجاري وسط توقعات بأن تشهد طفرة على صعيد الأفلام المقدمة وهذا ما يبدو من هذه الدورة خاصًة أنه تم الإعلان عن الأفلام المشاركة في المسابقات المختلفة والتي تضم 150 فيلمًا بينها 30 يتم عرضها عالميًا لأول مرة في مهرجان القاهرة.
وتشهد "المسابقة الرسمية" منافسة شرسة بين صناع الأفلام، إذْ حرص المهرجان على اختيار الأعمال التي تم إنتاجها خلال هذا العام، وتشهد عرضها العالمي الأول أو في الشرق الأوسط، واستطاعت إدارة المهرجان وللعام الثاني على التوالي التغلب على أزمة مشاركة فيلم مصري بالمهرجان تحديدًا ليمثل مصر في المسابقة الدولية.
ووقع الاختيار على الفيلم الوثائقي "احكيلي" للمخرجة ماريان خوري، وذلك للعام الثاني بعد غياب استمر عدة دورات سابقة نظرًا لحالة الركود التي شهدتها السينما المصرية في الفترة الأخيرة، حيث كان الفيلم الروائي "ليل خارجي" صاحب الحظ الأوفر في المشاركة العام الماضي.
وحرصت إدارة المهرجان هذا العام على مراعاة التوزيع الجغرافي، إذ اعتمد بنسبة كبيرة على التنوع والاختلاف، حيث جاء الاختيار على فيلم واحد لـ١٥ دولة، الأمر الذي ينمْ عن حرص المهرجان وإلقاء الضوء على ثقافات سينمائية مختلفة بعيدًا عن أوروبا.
ورصدت "البوابة" العديد من الأفلام التي تشهدها المسابقات المختلفة وتناولها النقاد بالحديث عن ما تناقشها وذلك في التقرير التالي.
بداية أوضح الناقد المصري أحمد شوقي، أنه يوجد بعض الأفلام من جنسيات مختلفة تناقش قضايا عربية مثل الأزمة الفلسطينية والتي يرصدها فيلم بعنوان "ماتسجرود" وهو فيلم ترويجي فرنسي لافتًا إلى أن أفلام المسابقة الرسمية ترفع شعار "بين السياسة والعلاقات الاجتماعية غير الشرعية".
وأشار إلى أن المهرجان يشهد هذا العام مشاركة من فلسطين ولبنان من خلال فيلمي "بين الجنة والأرض" و"جدار الصوت"، كما يشارك في هذه المسابقة حتى الآن ١٥ فيلمًا، ويغلب عليها مشاركة أكثر من دولة في إنتاج عمل واحد، وهو ما يسمى بـ"الإنتاج المشترك"، و أبرزها فرنسا التي تدخل شريك في الإنتاج في فيلمين الأول هو المصري "احكيلي" للمخرجة ماريان خوري، والثاني هو الفيلم اللبناني "جدار الصوت" للمخرج أحمد غصين.
ولفت إلى أن باقي الأعمال موزعة بين عدد من الدول منهم سنغافورة ورومانيا والدنمارك والتشيك وليتوانيا وبلجيكا والمكسيك وكولومبيا والصين والبرازيل والفلبين، فيما يغرد الفيلم الوثائقي المصري "احكيلي" منفردًا حيث يشهد بعض الصعوبات في المنافسة خاصة أن الجمهور لا يزال يغيب عنه تذوق هذه النوعية من الأفلام كونه يميل أكثر إلى الأفلام الروائية إلا أن مخرجته تراهن على عنصر الاخراج، للتغلب على الملل.
وشددّ على أن باقي أفلام المسابقة الدولية يغلب عليها الطابع السياسي والتي وصلت إلى حد الحروب في بعض الدول، ومن بينها الفيلم الكولومبي "الحدود" للمخرج ديفيد ديفيد، وتدور أحداثه على الحدود بين كولومبيا وفنزويلا في وقت الأزمة السياسية المشتعله بين البلدين.
ونوّه إلى الفيلم الدنماركي "أبناء الدنمارك" الذي يتطرق إلى الفكرة ذاتها بطريقة مختلفة، وهو من إخراج علاوي سليم، وتدور أحداثة بعد عام من وقوع تفجير إرهابي في كوبنهاجن، حيث ينمو التيار المتطرف في البلاد، وتتصاعد الصراعات العرقية، ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية، يصعد نجم قيادي يميني معادي للمهاجرين، فيما يتورط الشاب "زكريا" مع جماعة متطرفة تستخدمه لتحقيق أغراضها.
واستطرد قائلًا أن الفيلم الليتواني "ليتوانيا الجديدة" للمخرج كاروليس كوبينيس تدور أحداثه أثناء الظروف المتوترة في ثلاثينات القرن الماضي والخوف من تبعات الحرب العالمية، أما الفيلم الفلسطيني" بين الجنة والأرض" للمخرجة نجوى النجار، فتدور أحداثة حول "سلمى" و"تامر" المتزوجان منذ خمس سنوات ويعيشان في الأراضي الفلسطينية، المرة الأولى التي يحصل فيها تامر على تصريح بدخول المناطق الإسرائيلية تكون من أجل تقديم أوراق طلاقهما من المحكمه بالناصرة وهنا يفاجئهما اكتشاف صادم عن ماضي والد تامر.
وألمح إلى أن الفيلم اللبناني "جدار الصوت" للمخرج أحمد عصين، يتطرق إلى نفس القضية حيث يناقش مدى تأثير العلاقات السياسية على المجتمع، وتدور أحداثة حول لبنان في يوليو ٢٠٠٦ حيث الحرب مشتعلة بين حزب الله وإسرائيل، ومروان يستغل وقف مؤقت لاطلاق النار كي يبحث عن والده الذي رفض مغادرة قريته الجنونية، وتكسر الهدنة ليجد نفسه محاصرًا وسط مجموعة من أصدقاء والده العجائز.
وعن مسابقة سينما الغد تحدث الناقد محسن أندرو قائًلا بأنها تنحاز لقضايا السوريين والفلسطينين ويشارك فيها ٢٠ فيلمًا تناقش قضايا اللاجئين السوريين والفلسطينين ومدى معاناتهم مع الحرب منوهًا أن مصر تشارك في هذه المسابقة بـ٤ أفلام.
وأوضح لـ"البوابة" أن من أبرز الأفلام المشاركة الفيلم الفلسطيني "أمبيانس" للمخرج وسام الجعفري، وتدور قصته حول اثنين من الشباب يحاولان دخول أحد مخيمات الفلسطينين ويسجلا مقطعًا موسيقيًا لإحدى المسابقات لكنهما يجدان صعوبة في ذلك نتيجة الأصوات المرتفعة التي تتسلل اليهما من كل جانب.
وأشار إلى أن الفيلم اللبناني "تماس" للمخرج سمير سرياني، تدور قصته حول قناص يعسكر على الحدود يقتل اللاجئين الذين يحاولون العبور ثم يجمع ما يتخلف عنهم حتى يتعيش منه، في أحد المرات يجد شريط اليوميات إحدى ضحاياه، فيبدأ الاستماع له ليكشف وجهه النظر الأخرى، فيما تدور قصة الفيلم الوثائقي السوري "لم أر شيئًا رأيت كل شئ" للمخرج ياسر قصاب، حول انتهاء الحرب في سوريا، والبدء في إعادة تعميره حيث يجد ياسر وأسرته أنفسهم أمام أمر صعب، إذا يأتي الأوامر بنقل المقابر الموجوده في الحدائق داخل حلب.
وأضاف أن الفيلم الأمريكي "لاجئه" للمخرج برانت أندرسون يناقش قضية اللاجئين بشكل مختلف حيث تدور أحداثه حول طبيبة سورية تسعى للخروج من بلدها الذي تتنازعه الحرب مع ابنتها الصغيرة.
وأردف أن من مصر يشارك فيلم "أمين" للمخرج أحمد أبو الفضل، والذي تدور أحداثه قصته حول وزاره الثقافة التي تعلن عن اكتشاف نسخه نادرة لفيلم غير مكتمل للمخرج الكبير شادي عبدالسلام، ويسعى أمين للحصول على هذه النسخه قبل أن تقع في يد مخرج سئ السمعة.
واستكمل قائلًا بأن الفيلم الاسباني "عواصف الحياة البرية" للمخرج خورخي كانتوس، تدور أحداث قصته من وراء سور يحيط بعربة رحلات يعيش فيها شخص غامض يكتشف البعض وجود شاب معه ليتجول مصير هذا الشاب بما يأتي من وراء السور، فيما تدور أحداث الفيلم البرتغالي "الماضي التام" للمخرج خورخي خاكوم حول تجربة تجمع الكثير من الأفكار المتناثرة التي ربما تبدو صادمة في البداية لاختلافها، ولكن المخرج ينجح في جعل هذه الأفكار شديدة الترابط مع استغلال نادر لشريذ الصوت والصورة والكتابة على الشاشة، ليصبح كل منهم بمثابة خط منفصل ومتصل في الآن ذاته يطرح من خلالها العمل الكثير من الأسئلة المسلحة.
للمزيد من قسم اخترنا لكم: