بعد مسلسل طويل انتهت القصة وتمكن فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد من الفوز بضم غاريث بايل جناح توتنهام.
ولفت الدولي الويلزي الأنظار بإمكاناته الفردية المميزة حتى فاز بلقب أفضل لاعب صاعد في الدوري الإنجليزي وحقق ما لم يحققه أحد من منافسيه، لكنه بالتأكيد ليس أفضل لاعب في العالم لأن سجل إنجازاته متواضع جداً ولم يحقق أية بطولة كبرى، وربما يحقق أحلامه مع الملكي الذي لم يحقق الكثير خلال السنوات الفائتة واكتفى بلقبي الدوري والكأس المحلي فقط تحت قيادة جوزيه مورينيو.
يحق لأي ناد في العالم أن يضم نخبة النجوم ويصرف الملايين من أجل الوصول إلى قمة الإنجازات المحلية والدولية، لكن من الواضح أن تجاوز حاجز المئة مليون يورو يثمل قفزة فوق كل الحدود الأخلاقية لقواعد اللعبة، وحتى اللحظة فإن الكثير من المراقبين لم يجدوا تفسيراً لما حصل، لأن صرف المبالغ الكبيرة سيغير من مفهوم اللعبة الأكثر شعبية في العالم أو كما يقال لعبة الفقراء.
وقد قال جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي صراحة: "لا أجد اللاعب الذي يستحق هذا المبلغ"، وهو يستنكر صرف المبالغ الضخمة، واتفق معه في الرأي عدد كبير من نجوم كرة القدم والمدربين أيضاً لأن ما يحدث سيؤثر سلباً على أمور كثيرة ربما تؤدي إلى كوراث مالية بالنسبة للأندية الأقل دخلاً إن لم تؤد إلى تصفية الكثير منها وبالتالي ستنحصر اللعبة لتصبح بين الأغنياء فقط.
حتى اللحظة لم تبرز ردة فعل قوية داخل صفوف النادي الملكي لأن الطبيعة البشرية ترفض الظلم وترفض المزايدات التي ربما تؤدي إلى مشاكل في عمق العلاقة بين مجموعة نجوم النادي الملكي، لأن مسعود أوزيل يتمتع بحب واحترام زملائه ومشجعيه وهناك الكثير منهم قد عبر عن غضبه بعد رحيله إلى آرسنال بهذه الطريقة التي لم تحترم ما قدمه لفريقه الملكي، لذلك فإن ما حدث لأوزيل ربما يحدث مع أي لاعب آخر مع قدوم بايل الذي يتفاءل البعض بقدومه ويتشاءم آخرون من وجوده.
حساسية الأمر بالنسبة لكريستيانو رونالدو رغم أن إمكانيات بايل قد تساعد النجم البرتغالي على التألق أكثر، وهو ما يدركه الشاب الويلزي جيداً كونه يعيش اليوم تحت الضغط الإعلامي والجماهيري الكبير الذي حظي به لدى وصوله إلى ملعب سانتياغو بيرنابيو.
وشحنت صحف الريال الجماهير وأطلقت العديد من الألقاب على لاعبها الجديد وهو ما جعلهم يعيشون لحظات الأمل بتحقيق كل الألقاب التي أصبحت أضغاث أحلام بالنسبة لعشاق النادي الذي يصرف مئات الملايين من أجل الدعاية والإعلام فقط وليس من أجل تحقيق البطولات، وتؤكد سياسة الإدارة الحالية على سياسة شراء النجوم الجاهزين وليس بناء القواعد من الناشئين والشباب وهو المبدأ المتبع في سياسة الغريم التقليدي برشلونة.
قبل أسبوعين كانت هناك تصريحات واضحة وصريحة من مدرب الفريق كارلو أنشيلوتي الذي أكد أنه لا مكان للويلزي في صفوف الريال وهو كان يعي ما يقول لأن الصفقة تعثرت أكثر من مرة وكان مقتنعاً بوجود المجموعة السابقة إضافة إلى التعاقدات الجديدة، لكن رئيس النادي أصر على مواصلة المشوار ليس حباً في كرة القدم ولكن حتى لا يقول خصومه أنه فشل في ضم بايل، بينما ينتقده الآخرون لأنه ينفق مبالغ طائلة، بطبيعة الحال لا يمكن أن ننظر لهذه الصفقة التاريخية من باب الصراع بين الخصوم.
كرة القدم تعترف بالنتائج فقط وبمجرد الفوز وتحقيق الألقاب سيتحول بيريز إلى مهندس الصفقات المعقدة وسيُحمل بايل على الأعناق لأنه البطل الذي أعاد الفريق لسكة الانتصارات الكبيرة، لكن في حال الهزيمة وهذا وارد أيضاً سيتم نشر الغسيل وحينها لا عزاء للملكي.