عسر القراءة "الديسلكسيا" هو اضطراب يتجلى في صعوبة تعلم القراءة على الرغم من توافر التعليمات التقليدية والذكاء الكافي والفرصة الاجتماعية والثقافية الملائمة، حيث يتبع إعاقة إدراكية جوهرية، كثيراً ما تكون من أصل صحي.
ولا بد من الإشارة إلى أن الطلاب المصابين بـ (العسر القرائي) يكون مستوى ذكائهم عادياً جدًا أو حتى فوق العادي. كما أن العسر القرائي ليس له علاقة بالتخلف العقلي، بل إن الطلاب المعسرين قرائياً يمكن أن يكونوا مبدعين في مجالات أخرى مما يجعل الديسلكسيا تستحق تسمية: الإعاقة المختفية (Hidden Handicap)
الديسلكسيا أو عسر القراءة وتصيب حوالي 1 إلى 8 % من الأطفال في سن المدرسة، حيث يكون لدى الطفل صعوبة شديدة في قراءة الحروف والكلمات على الرغم من أنه عالى الذكاء ولديه مهارات عديدة ونشأ وسط بيئة طبيعية، وليس لهذه المشكلة أي علاقة بإصابة الطفل بأي مشكلة في المخ أو الإدراك أو ماشابه ذلك، هذه المشكلة في الأغلب مرتبطة بعامل صحي هو الذي يجعل الطفل يصاب بحالة اضطراب في القراءة، خاصة للأطفال في سن رياض الحضانة، أو في سن الصف الأول الابتدائي.
الفرق بين عسر القراءة والتأخر في القراءة:
رغم أن النتيجة واحدة وهي انخفاض الأداء الوظيفي في القراءة، إلا أن هناك العديد من الفروق بين حالات الديسلكسيا وحالات التأخر أو التخلف في القراءة، حيث أجرى روتر ويل دراسة على عينتين إحداهما تم تشخصيها على أنها تعاني صعوبات نوعية في القراءة، في حين تم تشخيص الثانية على أنها تعاني تخلفًا عامًا في القراءة، ويمكن تلخيص أهم الفروق التي تم رصدها منم خلال هذه الدراسة فيما يلي:
- الديسلكسيا أو عسر القراءة أكثر انتشاراً لدى الذكور بخلاف التأخر أو التخلف في القراءة.
- الإعاقات العصبية أكثر انتشاراً في صفوف المتأخرين في القراءة.
- كان التقدم في القراءة والتهجي أبطأ لدى عينة الأطفال المتعسرين قرائياً مقارنة بالمتأخرين.
من جهة أخرى، أثبتت الدراسات وجود فروق فزيولوجية بين الفئتين، حيث وجد أن أطفال الديسلكسيا يعانون من خلل وظيفي عصبي في دوائر القراءة بالنصف الأيسر الخلفي من المخ، بينما من النادر تشخيص هذا الخلل لدى الأطفال الذين يعانون تخلفاً في القراءة.
أسباب مشكلة عسر القراءة:
هناك بعض الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى إصابة الطفل بمشكلة عسر او اضطراب القراءة، من أبرزها عوامل صحية تؤثر على تفكير الطفل ومدى إدراكه. مثل وجود بعض الاضطرابات في الإدراك السمعي أو البصري، أو وجود مشكلة في اللغة أو الذاكرة.
العوامل النفسية لها تأثير كبير أيضا بإصابة الطفل بالديسلكسيا، كما أن العوامل الوراثية لها دور كبير في إصابة الطفل ايضا بهذه المشكلة. أو وجود مشاكل فسيولوجية خاصة بتركيية العقل لدى الطفل.
أعراض مشكلة عسر القراءة:
أعراض عسر القراءة قبل المدرسة
الطفل الصغير في عمر الثلاث و الاربع سنوات أي قبل التحاقه بروضة الاطفال قد يظهر عليه مشكلة الديسلكسيا. تلاحظها الام عندما يواجه طفلها مشكلة تأخر الكلام، وصعوبة تعلم الاغاني الخاصة بالأطفال ونطق الكلمات الجديدة وتعلمها ببطء شديد. كذلك تجد الأم صعوبة في ممارسة طفلها الألعاب التي تعلمه الكلمات والحروف، وضعف قدرة الطفل على تعلم الالوان.
- أعراض عسر القراءة بعد المدرسة
بعد التحاق الطفل بالمدرسة أو رياض الاطفال تبدأ مشكلة الديسلكسيا وعسر القراءة بالظهور بشكل أكبر. يصعب على الطفل وقتها الربط بين الكلمات والحروف عندما يقوم بالخلط بينهم و يصعب عليه رؤية التشابه والاختلاف. مثل الخلط بين حروف "ب،ت،ث" أو "ج،ح،خ"، كما أنه يخلط بين الكلمات ومعانيها أيضا مثل الخلط بين "قبل، بعد"، "اليمين، اليسار"، "فوق، تحت"، وغيرها. وقد تلاحظ معلمة الطفل أيضا طريقه نطقه للحروف بالخطأ مع صعوبة التمييز بين الكلمات.
- أعراض عسر القراءة في سن البلوغ
الأطفال في سن المراهقة والبلوغ يواجهون مشكلة الديسلكسيا أيضاً إذا لم تعالج المشكلة منذ الصغر قد تنمو وتطور مع الأطفال طوال مراحلهم الدراسية. حيث يواجه الاطفال صعوبة في تعلم اللغات الأجنبية وصعوبة تلخيص القصص، أو صعوبة حل المسائل الرياضية والمعدلات الكيميائية أو وجود عسر في التذكر والاستيعاب أو صعوبة اتباع أكثر من أمر في وقت واحد.
علاج الديسلكسيا أو عسر القراءة:
1- دور الأهل في العلاج
في البداية لابد وأن تتحلى الأم بصفة الصبر والهدوء لكي تساعد طفلها على العلاج من هذه المشكلة. يجب على الأم ان تشجع طفلها باستمرار على القراءة في كل مكان وفي كل وقت. يجب أن تساعده ايضاً معنويا عن طريق اعطاءه فرص كثيرة لكي يقوم بتطوير مهاراته وقدراته العقلية وأن تقدم له الهدايا وقت نجاحه، على الأهل أن يتعاونوا مع المدرسة والمعلمين لكي يساهموا في علاج الطفل من الديسلكسيا حيث ان للطرفين دور هام في العلاج.
2- دور المدرسة في العلاج
للمدرسة دور كبير أيضا في علاج الأطفال الذين يعانون من مشكلة عسر القراءة. يتم ذلك من خلال تكثيف الدروس في تعلم اساسيات اللغة والتفريق بين الحروف والكلمات وطريقة هجائهم ونطقهم بطريقة صحيحة. على المدرسة أيضا أن تقوم بتوفير بيئة وأجواء هادئة تساعدهم على الاستيعاب والتعلم والابتعاد تماماً عن كل ما يؤثر على انتباههم ويسبب لهم التشويش وعدم الإدراك، على المدرسين أيضاً أن يساعدوا الاطفال المصابين بعسر القراءة في تحفيزهم على القراءة وان يقوموا بكتابة الحروف والكلمات بخطوط عريضة وكبيرة لكي يستوعبها الطفل.
إذا لاحظت استمرار هذه المشكلة على طفلك فيجب عليك التوجه فورًا إلى اخصائيين الطب النفسي وعلاج اضطرابات القراءة وصعوبات التعلم.
المزيد من الحمل والأمومة:
3 نصائح لاختيار حقيبة المدرسة لطفلك
ما العلاقة بين التهاب الحلق والمرض العقلي عند الأطفال؟
حتى طفلك قد يصاب باضطراب القلق.. وهذا ما تحتاجين معرفته وكيفية التعامل مع صغيرك