أقل من 48 ساعة تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية التي يتحدد فيها الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية. وفي الوقت الذي قطع فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما عددا لا بأس به من الوعود أثناء حملته الانتخابية الأولى بخصوص الشرق الأوسط، إلا أن تساؤلا بخصوص مدى التزامه بتحقيقها لا بد أن يقفز إلى الأذهان عند التفكير باحتمالية فوز أوباما بولاية رئاسية ثانية.
هل عمل أوباما على إحلال السلام في المنطقة؟ هل تحسنت علاقات أمريكا الخارجية مع العالم الإسلامي كما وعد أوباما في خطابه الذي ألقاه في جامعة القاهرة؟. وماذا عن الحرب على الإرهاب؟ فأوباما لم يبتع سياسة سلفه جورج بوش في احتلال الدول التي تحتضن الإرهابيين إلا أنه أبقى على استخدام "الطائرات بلا طيار" في الغارات على هذه الدول ولم ينفذ وعده بإغلاق معتقل غوانتانامو سيء السمعة.
وقد أدت السياسة الأمريكية في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما إلى تأجيج الصراع السني-الشيعي في المنطقة إضافة إلى إثارتها لمخاوفٍ من نشوب حرب جديدة في المنطقة بين حليفتها "إسرائيل" وإيران. وبرغم أن واجبه كرئيس يحتم عليه حماية الرعايا الأمريكيين في كل مكان في العالم إلا أن حوادث الهجوم على السفارات الأمريكية احتجاجا على عرض الفيلم المسيء للرسول ومقتل السفير الأمريكي في ليبيا يدللان على فشل الإدارة في تحسين صورة أمريكا الخارجية في العالم الإسلامي.
لم تنجح السياسة الأمريكية أيضا في الحد من التوسع في بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وأبدت دعما "هزيلا" لقطاع غزة المحاصر إضافة إلى تصويتها ضد المسعى الفلسطيني للانضمام إلى الأمم المتحدة كدولة مستقلة.
وبرغم تنفيذ أوباما لوعده
بسحب القوات الأمريكية من العراق، إلا أن هذه القوات لم تنسحب بالمثل من أفغانستان وهي الدولة التي احتلتها الولايات المتحدة أيضا في إطار حربها على الإرهاب أثناء فترة رئاسة الرئيس السابق جورج بوش. كما ووجدت إدارة أوباما نفسها في تحد جديد من نوعه إثر انتفاضة الربيع العربي التي سببت تخليها عن نظام الرئيس حسني مبارك الذي كان من أقوى حلفائها في المنطقة إلا أن أمريكا "الداعمة للديموقراطية" قد وجدت نفسها في موقف صعبٍ جراء وصول
الإسلاميين إلى الحكم في بعض من دول الربيع العربي. أما في سوريا التي تشهد صراعا داميا منذ أكثر من 18 شهرا؛ فقد اختارات إدارة أوباما أن
تنأى بنفسها عن التدخل المباشر لحل هذه الأزمة التي راح ضحيتها العديد من المدنيين.
وعود تحققت، وأخرى لا تزال عالقة وبعضها الآخر لم يرَ النور. تلك هي وعود الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما للعرب والمسلمين، فهل تؤثر سياسته الخارجية على احتمال بقائه في البيت الأبيض لفترة رئاسية ثانية؟. هذا ما سنعرفه في غضون أيام، وحتى ذلك الوقت ليس لنا إلا التأمل في حصيلة 4 سنوات من وعود أوباما للمنطقة.
شاركنا برأىك في التعليقات: هل نجح الرئيس أوباما في تحقيق وعوده للعرب والمسلمين؟.