يحتفل العالم في الثالث من آيار/مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو يوم حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو.
حيث يعد هذا اليوم بمثابة الضمير الذي يذكر الحكومات بضرورة الوفاء بتعهداتها تجاه حرية الصحافة، ويتيح للعاملين في وسائل الإعلام فرصة التوقّف على قضايا حرية الصحافة والأخلاقيات المهنية.
وكذلك يسلط الضوء على الكثير من وسائل الإعلام المحرومة من حقها بحرية الصحافة ومساندتها. وأيضاً يعد فرصة لإحياء ذكرى أولئك الصحفيين الذين قدموا أرواحهم فداءً لإيصال الخبر.
لكن الصحفيون العرب قد يكون دورهم في الاحتفال محدود، لكونهم يعيشون في منطقة تدعي حرية الصحافة لكن لا تطبقها.
وعلى الرغم من الإشادة بشكل عام بدورهم الإعلامي في المجتمعات، لا سيما في حقبة ما بعد الوباء، غالبًا ما يتعرض الصحفيون الذين يجرؤون على تحدي السرد السائد / أو الحكومات للاضطهاد بتهم منها نشر القيم المسيئة و إهانة السلطات.
حيث وفقًا لمؤشر حرية الصحافة العالمي، لا تزال منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) تحتل المرتبة الأخيرة في التصنيف الإقليمي لعام 2021، مستشهدة بـ "استخدام الأنظمة القضائية لإسكات الصحفيين".
و إلى جانب تدهور سجلات حرية الصحافة في البلدان التي تدور فيها نزاعات مسلحة، يُظهر تقرير عام 2021 أن القيود المفروضة في أعقاب تفشي كوفيد-19 قد استخدمت من قبل العديد من البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "لتعزيز أساليبها في إسكات وسائل الإعلام و لإعادة تأكيد واحتكارهم للأخبار والمعلومات ".
وفي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على بعض أخطر الانتهاكات لحرية الصحفيين و الصحافة في منطقتنا في السنوات الأخيرة من اعتقالات وغرامات وحتى اغتيالات.
-
الأردن
حدث في الأردن في كانون الأول/ديسمبر2020، أن السلطات الأردنية قامت باعتقال الصحفي جمال حداد وذلك بعد نشره مقال شكك فيه في أولويات الحكومة للقاح كوفيد-19، حيث اعتمد حداد في مقاله على منشور نشر على وسائل التواصل الاجتماعي لمسؤول حكومي أعلن تلقيه اللقاح في وقت لم تكن فيه البلاد قد بدأت بعد برنامج اللقاح على المستوى الوطني.
وبعدها أطلق سراح حداد بكفالة بعد عدة أيام.
لجنة دعم الصحفيين تستنكر اعتقال الصحفي الأردني جمال حداد وتطالب باطلاق سراحه فوراhttps://t.co/TrmoDJqJBs pic.twitter.com/WTg8qpshbN
— Journalist Support Committee (@JournalistSupp1) December 28, 2020
-
الجزائر
اعتقلت السلطات الجزائرية قبل أقل من أسبوعين رابح كاريش، وهو مراسل صحيفة ليبرتي في مدينة تمنراست، وذلك بعد تغطيته احتجاجات سكان منطقة هقار من الطوارق على تقسيمات إقليمية جديدة.
كاريش متهم بـ "نشر أخبار كاذبة" ولا يزال في السجن رغم الدعوات الدولية للإفراج عنه فوراً.
#الجزائر تعتقل الصحفي #رابح_كاريش بزعم “الإضرار بالنظام العام”https://t.co/1IwWZi5gIf
— الوطن الخليجية (@alkhaleja) April 21, 2021
-
العراق
شهدت العراق في كانون الثاني / يناير 2020، مقتل مذيعي تلفزيون دجلة، أحمد عبد الصمد، وصفاء غالي، اللذين قتلا على يد مسلحين مجهولين بعد تغطية احتجاجات مناهضة للحكومة في مدينة البصرة جنوب شرق البلاد.
واتُهم مسؤولون عراقيون بإسكات عبد الصمد وغالي في رسالة تهديد للصحفيين الآخرين في جميع أنحاء البلاد حتى يتوقفوا عن تغطية أخبار الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي كانت تتصاعد خلال شتاء 2020.
١/ يريدون يلهوكم وتنسون دماء #احمد_عبد_الصمد وصفاء غالي، ادناه مهم جدا:
— Ahmed Albasheer -احمد البشير (@ahmedalbasheer1) January 10, 2020
أرسل احمد عبد الصمد لمرصد الحريات الصحفية (JFO) مقطع فيديو وثق فيه "تهديدات يتلقاها من ميليشيات بسبب تطرقه لانتقاد إيران في تغطياته الصحفية".
وقال عبد الصمد في الفيديو الخاص، الذي وثقه قبل اغتياله بأسبوعين pic.twitter.com/UMX7uIEd6F
4.لبنان
في فبراير 2021، عُثر على الصحفي والناشط السياسي اللبناني لقمان سليم ميتًا في سيارته على طريق سريع. ووردت أنباء عن مقتل سليم برصاص مسلحين لم يتم التعرف عليهم بعد. وبحسب أسرته وأصدقائه، جاءت وفاة سليم بعد انتقاداته لسياسات العديد من الأحزاب السياسية اللبنانية، وخاصة حزب الله.
معلومات جديدة في قضية إغتيال #لقمان_سليم https://t.co/GLBHWj23AR@MarieClaudeNajm pic.twitter.com/y3nepL3Gpl
— Lebanon Debate (@lebanondebate) April 27, 2021
5. المغرب
في يناير الماضي، أدانت محكمة في الرباط الصحفي المغربي البارز المعطي منجب بتهمة "الاحتيال وتعريض أمن الدولة للخطر" ، وتم الحكم عليه بالسجن لمدة عام وغرامة 10000 درهم. وبعد إضراب عن الطعام استمر 19 يوما، تم إطلاق سراحه في مارس / آذار الماضي.
الصحفي المغربي منجب هو المؤسس المشارك للجمعية المغربية للصحافة الاستقصائية، وغالبًا ما يُنظر إليه على أنه صحفي صريح يتعرض، وفقًا للجنة حماية الصحفيين، للمضايقات من قبل السلطات المحلية لسنوات.
لجنة دعم الصحفيين تستنكر اعتقال الصحفي والناشط في مجال حرية الصحافة المغربي المعطي منجبhttps://t.co/fSV5UqxgtG pic.twitter.com/x4s3EmIBes
— Journalist Support Committee (@JournalistSupp1) January 6, 2021
6. مصر
حدث في مصر في سبتمبر 2019 احتجاجات محدودة في أجزاء مختلفة، عقب الدعوة الشهيرة لرجل الأعمال المصري محمد علي للإطاحة بالرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تم الإبلاغ عن مئات الاعتقالات على الأقل من قبل منظمات محلية ودولية، واستهدف هذا الإبلاغ الكثير من الصحفيين الذين غطوا الأحداث عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وكان الصحفيان سلافة مجدي وحسام السيد من بين المعتقلين وقضيا أكثر من 400 يوم في الحجز. وأفرج عن الزوجين في أبريل 2021 على ذمة التحقيق بتهمة "الانضمام إلى جماعة إرهابية وإساءة استخدام منصات التواصل الاجتماعي".
القبض على الصحفيين سلافة مجدي وحسام السيد ومحمد صلاح تم من ٤٥ دقيقة من على مقهى بالدقي، تم وضع كلابشات بيدهم وتم اغلاق المقهى. وهم الأن في مكان غير معلوم. الثلاثة ذنبهم -في نظر الأمن- انهم أوفياء لصديقتهم اسراء عبد الفتاح ويحاولون الدفاع عنها. pic.twitter.com/tqSZ2tG7dQ
— Mohamed Zare3 (@mzaree) November 26, 2019
كيف تقيم حرية الصحافة في بلدك؟ ما الذي يمكن فعله لمساعدة الصحفيين على أداء وظائفهم في بيئات أكثر أمانًا؟